الدوالي الوريدية هي عبارة عن أوعية غير طبيعية ومتضخمة وملتفة على الساقين والقدمين. إذا تركت دون علاج، فقد تسبب عدم الراحة، والألم، والقروح، والجلطات.
تحدث الدوالي عندما تصبح الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد أكبر حجماً، وملتوية، ومنتفخة، ومرئية بشكل متزايد، ولونها ضارب إلى الزرقة أو إلى البنفسجي الغامق. تؤثر الحالة عادة على الساقين والقدمين. ويصاب بها 20% من البالغين وتصبح أكثر شيوعاً مع تقدم العمر. بعد سن الخمسين، يعاني شخص من كل شخصين من دوالي الأوردة، كما تعتبر النساء والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، وأولئك الذين يتعين عليهم الوقوف أو الجلوس على المكاتب لفترات طويلة أكثر عرضة للإصابة بالدوالي.
أما الأوردة العنكبوتية فهي شكل أخف من الدوالي الوريدية، وتكون عبارة عن دوالي شعيرية، حمراء اللون عادة، ويبلغ قطرها أقل من 1 مم، وقد تشبه في شكلها على سطح الجلد شبكة العنكبوت.
تتطور الدوالي عندما يتوقف الصمام الصغير بالداخل عن العمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى عدم ضخ الدم إلى القلب بشكل فعال، فيتراكم داخل الوريد ويشوه الصمام أكثر. يؤدي الضغط المتزايد إلى ضعف جدار الوعاء، فيتمدد الوريد ويصبح مرئياً وتحدث الدوالي.
قد يؤدي هرمون الأستروجين إلى ارتخاء جدران الأوردة وتحفيز تكوين الدوالي، وهذا هو السبب في أن ظهور الدوالي هو أكثر شيوعاً لدى النساء. كما أن استخدام حبوب منع الحمل والحمل أيضاً قد يساهم في تكوين الأوعية المتضخمة، ويكون الخطر أعلى بالنسبة للذين لديهم أحد أفراد الأسرة مصاب بالدوالي. أما عوامل الخطر فتشمل نمط الحياة التي لا يوجد فيها حركة كثيرة أو الكسولة، وزيادة الوزن، والتعرض للحرارة والمناخ الحار، والإمساك، وارتداء الإكسسوارات مثل ضمادات الركبة أو أربطة الركبة أو الأحذية ذات الكعب العالي.
للأوردة المتورمة مظهر مميز، وبالتالي فإن الشكوى الأكثر شيوعاً هي تدهور مظهر الساقين، وإلى جانب الجزء المرئي فإن الأعراض الشائعة للدوالي هي:
قد تختلف أعراض الدوالي من شخص لآخر، لكنها عادة ما تكون أكثر كثافة خلال الطقس الحار أو الفترات التي لا يكون فيها نشاطات لوقت طويل.
يستخدم الأطباء مقياس CEAP العالمي لتقييم المشكلة وتحديد علاج الدوالي، ويتم تصنيف المراحل على النحو التالي:
يمكن السيطرة على أعراض الدوالي من خلال تغيير نمط حياة المريض، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واستخدام الجوارب الضاغطة، في المراحل المبكرة من الإصابة.
تعتبر الدوالي حالة شائعة ولا تسبب مشاكل غير الجمالية للعديد من الأشخاص. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من أعراض سلبية مثل الألم أو التورم أو تغير لون الجلد، فاتصل بالطبيب لتقييم الحالة، وضع في اعتبارك أنه كلما طالت مدة تعايشك مع هذه المشكلة، زاد خطر إصابتك بمضاعفات أخرى.
يعد مرض الدوالي من أكثر الأمراض إهمالاً من قبل الأطباء والمرضى على حدٍ سواء. عادة ما يتم تجاهله حتى الوصول إلى المراحل الشديدة. الدوالي هي أكثر بكثير من مجرد مشكلة تجميلية. وإذا تُركت دون علاج، فقد يتسبب تسرب الصمامات في حدوث تخثر والتهاب في الوريد أو “التهاب الوريد الخثاري”، حيث تؤدي هذه الحالة إلى انسداد الأوعية الدموية وفشل تنفسي يتراوح من انسداد في الرئتين (انسداد رئوي) إلى الوفاة بسبب تمزق الجلطة.
يتم استبدال الجراحة المفتوحة بأساليب طفيفة التوغل لعلاج الدوالي في الوقت الحالي، حيث يتم إجراء بعضها كإجراءات للمرضى الخارجيين ولا تتطلب الإقامة في المشفى. وبفضل التقنيات الجديدة التي تم إجراؤها في أجيبادم يتم الحصول على نتائج تجميلية أفضل مع تحقيق أقصى قدر من الراحة للمريض.
ولتحديد العلاج المناسب، يقوم أخصائي جراحة الأوعية الدموية بفحص المريض وتحديد المصادر المسببة للدوالي، حيث تعد الموجات فوق الصوتية (تخطيط الصدى الدوبلري) هي أفضل أداة تستخدم لتشخيص الدوالي وتصور تدفق الدم عبر الصمامات. كما يساعد رسم خرائط الأوعية في تقييم وتحديد تلك التي يجب التدخل فيها، وبناءً على هذه النتائج قد يوصي الأخصائي بإجراء عملية جراحية أو إجراءات أخرى. قد يشمل ذلك: