يعتبر سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، كما يعد التعرف على عوامل الخطر والأعراض وخيارات الفحص أمرًا أساسيًا لنجاح العلاج.
يبدأ سرطان القولون والمستقيم المعروف أيضًا بـ “سرطان الأمعاء” بنمو غير طبيعي للخلايا في الأمعاء الغليظة، قد يبدأ في القولون أو المستقيم، ما يؤدي إلى سرطان القولون أو سرطان المستقيم.
يضع الأطباء عادةً سرطانات القولون والمستقيم في نفس الفئة لاشتراكهم بالعديد من السمات، حيث ينشأ سرطان القولون من أورام حميدة على البطانة الداخلية للقولون والتي تسمى “الزوائد اللحمية”، وبمرور الوقت قد تتحور بعض الأورام الحميدة وتتحول إلى أنسجة سرطانية.
من غير المعروف حتى الآن السبب المحدد لسرطان القولون والمستقيم، إلا أن هناك بعض العوامل المرتبطة بهذا المرض، فقد يؤدي وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سرطان المبيض والثدي والرحم لدى النساء، بالإضافة إلى المتلازمات الجينية الوراثية أو الزوائد التي تم اكتشافها سابقًا أو التهاب الأمعاء إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
ويُعد التهاب القولون التقرحي أو داء كرون من عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصةً لدى الأشخاص الذين أصيبوا به لأكثر من 10 سنوات، ومع ذلك، فإن عوامل الخطر السلوكية كالتدخين والنظام الغذائي غير الصحي، بالإضافة للإفراط في تناول الكحوليات وقلة النشاط البدني مسؤولة عن التسبب في هذا المرض بنسبة كبيرة من الحالات، كما أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء أو المصنّعة، وزيادة الوزن إلى زيادة أخطار إصابة الشخص به.
وتزداد احتمالية إصابة الشخص بسرطان القولون بعد عمر الـ 60 عام، علماً أنه قد يحدث في أي عمر. ووفقًا للدراسات فإن ثلث المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم تقل أعمارهم عن 55 عامًا.
يصيب سرطان الأمعاء الرجال والنساء بشكل متساوٍ تقريبًا، ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بالمرض على مدى الحياة يكون أعلى قليلاً لدى الرجال (4،3٪ مقابل 4٪). ووفقًا لبعض الدراسات، يتم تشخيص الذكور على أنهم أصغر سنًا مقارنة بالنساء.
قد تتجاهل المرأة أحيانًا علامات وأعراض سرطان القولون لأن بعضها يشبه الانزعاج المرتبط بالحيض أو أمراض الأخرى التي تصيب النساء، حيث إن خطر إصابة المرأة بالسرطان يزداد بعد انقطاع الطمث.
لا توجد أعراض مبكرة محددة لسرطان القولون والمستقيم حتى يتقدم النمو السرطاني، في كثير من الأحيان، ولهذا السبب يساعد الفحص المنتظم في اكتشاف المرض قبل ظهور أعراضه، ويكون السرطان أكثر قابلية للشفاء.
مع تطور سرطان القولون تصبح أعراضه أكثر وضوحًا، وقد تختلف من شخص لآخر بحسب موقع وحجم نمو السرطان:
قد لا تشير هذه الأعراض بالضرورة إلى الإصابة بالسرطان، حيث إن وجود بعض المشاكل والاضطرابات الأخرى في الجهاز الهضمي قد تسبب مشاكل مماثلة، بما في ذلك البواسير، والشقوق، ومتلازمة القولون العصبي، وما إلى ذلك. قم بزيارة الطبيب لأي شكوى تستمر لفترة أطول من بضعة أيام.
يمكنكم التواصل معنا الآن للحصول على رأي طبي مجاني من خلال هذا الرابط: https://acibadem.ar
يجب أن تبدأ الفحوصات المنتظمة لسرطان القولون في سن الـ 50 للأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض وليس لديهم أي شكاوى صحية، وقد يلزم أن يبدأ الفحص في سن الـ 40 أو حتى قبل ذلك إذا كان لدى الشخص أي عوامل خطر، أما لدى الأشخاص الذين يعانون من المتلازمات الموروثة في عائلاتهم فيجب أن يبدأ الفحص بين سن 15-18.
هناك العديد من الخيارات للكشف المبكر عن سرطان القولون، وهي:
يتم استخدام أنبوب رفيع ومرن بكاميرا في نهايته لفحص الأمعاء الغليظة من الداخل، والذي يسمح بدوره باكتشاف وإزالة السلائل قبل أن تتحول إلى سرطان، أو أخذ عينة (خزعة) من المناطق المشتبه فيها، كما يتم فحص الأورام الحميدة التي يتم إزالتها أثناء تنظير القولون لتحديد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية أو محتملة التسرطن.
إذا تم تأكيد التشخيص بسرطان القولون، فيتم إجراء المزيد من اختبارات الدم والتصوير لتقييم النوع الدقيق للمرض ومرحلته وانتشاره. توفر مراكز السرطان أجيبادم وصولاً سريعًا إلى أحدث أدوات التصوير، بما في ذلك الأشعة السينية على الصدر، والتصوير المقطعي المحوسب للبطن، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالموجات فوق، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، من أجل التشخيص التفصيلي لسرطان القولون والمستقيم.
يعتمد تشخيص سرطان القولون وعلاجه بشكل كبير على مرحلة اكتشافه، ويتم تصنيف المراحل على مقياس من 0 إلى IV. وفي المراحل الدنيا، يقتصر السرطان على جدار القولون، بينما في المرحلة الرابعة ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة أي أنه منتشر، علماً أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يتجاوز 90٪ عندما يتم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة وقبل انتشاره، ويعتبر السرطان قد تم علاجه إذا لم يتكرر خلال 5 سنوات، أما في المراحل المتقدمة يكون معدل البقاء على قيد الحياة أقل، ولكنه يزداد باطراد.
يذكر أن معدل الوفيات بسبب سرطان القولون والمستقيم انخفض على مدى العقود الماضية، وهذا مرتبط بتحسين الكشف المبكر عنه بفضل برامج الفحص، أي أن الكشف المبكر عن السرطان يُسهل علاجه. ومن ناحية أخرى، طرق العلاج تطورت أيضًا بمرور الوقت.
حيث يمكن للنهج متعدد التخصصات والعلاج الشامل الذي يتم تلقيه في مراكز السرطان ذات الخبرة، مثل أجيبادم أن يساهم في الحصول على نتائج أفضل.
تعتمد طريقة علاج سرطان القولون على موقعه ومرحلته وعدة عوامل أخرى، ومن الضروري معرفة أن سرطان القولون والمستقيم مرض يمكن علاجه، خاصة إذا تم تشخيصه مبكرًا، كما ذكرنا سابقاً، إلا أن ذلك يعتمد على الحالة، حيث يمكن استخدام الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الموجه، أو العلاج المناعي، بالإضافة إلى الأشعة وحدها أو مجتمعة.
• جراحة سرطان القولون: يعتبر الاستئصال الجراحي للآفات السرطانية هو أفضل فرصة للعلاج، علماً أن نوع الجراحة يعتمد على موقع السرطان داخل الأمعاء الغليظة ومرحلته.
في المرحلة 0 وبعض حالات المرحلة الأولى، يمكن إزالة السلائل السرطانية أثناء تنظير القولون مع استئصال السليلة أو من خلال الاستئصال الموضعي. يسمح التنظير العلاجي بالعلاج وقت التشخيص، دون إحداث أي شقوق، وغالبًا ما يكون هذا كافياً للتخلص من المرض، وتتطلب الحالات المتقدمة جراحة أكثر شمولاً تسمى استئصال القولون، حيث يتم فيها إزالة الجزء الذي يحتوي على السرطان بالإضافة إلى الأنسجة المحيطة والعقد الليمفاوية المجاورة، ويتم إعادة توصيل الأجزاء المتبقية من القولون.
وقد تكون هناك حاجة إلى استئصال جزئي أو كلي للقولون. وفي بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى فغر القولون أو فغر اللفائفي بعد الاستئصال، وهذا يعني أن يقوم الجراح بإحداث فتحة صناعية في جدار البطن تسمى “فُغرة”، من أجل توفير مخرج للنفايات الهضمية، ويمكن استخدامه كحل مؤقت أو دائم، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الجراحة الملطفة للتخفيف من الأعراض وإطالة العمر في المراحل المتقدمة.
في معظم الحالات يتم إجراء عمليات سرطان القولون بأساليب طفيفة التوغل بدلاً من الجراحة المفتوحة في أجيبادم، حيث يساعد تنظير البطن والجراحة الروبوتية على تقليل وقت الشفاء والحفاظ على راحة المرضى.
من الجدير بالذكر أنه تم تجهيز أجيبادم بأحدث الأجهزة عالية التقنية لتقديم العلاج الإشعاعي، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي بواسطة نظام علاج ViewRay الذي يتيح العلاج الإشعاعي فائق الدقة للأورام التي يصعب الوصول إليها والمتحركة في البطن.
تواصل معنا الآن للحصول على رأي طبي مجاني. اضغط على الرابط: https://acibadem.ar