قامت صحيفة الألم وآلام الرأس (Journal of Headache and Pain) بنشر دراسة حول تأثيرات حقن البوتوكس في علاج آلام الشيقة المزمنة، والتي تمّ إجراؤها من قبل الأستاذة البروفيسورة إليف إلغاز أيدنلار والأستاذة البروفيسورة بينار ياليناي ديكمين والبروفيسورة عائشة صاغدويو كوجامان.
تشير الدراسة إلى أنّ حقن البوتوكس تشكّل أسلوباً فعّالاً في علاج المرضى الذين لا تتجاوب آلام الشقيقة لديهم مع أساليب العلاج الحاليّة. إذ أنّ حالة آلام الشقيقة المزمنة تجعل من حياة مرضاها كابوساً بسبب دوام نوباتها لفترات طويلة من آلام الرأس. على صعيدٍ آخر، أساليب العلاج والمقاييس التي يتّخذها المرضى حاليّاً في التصدّي للنوبات والتي تتمثّل بتغيير العادات اليوميّة تُعتبر مفيدة في التقليل من نوبات الشقيقة ولكن ذلك فقط أثناء التمكّن من إبقاء هذه الآلام تحت السيطرة من خلال العلاج، كما أنّ بعض المرضى بكلّ بساطة لا يستجيبون لهذه الأساليب. وحتّى السنوات الأخيرة، كان مرضى الشقيقة المزمنة مجبرون على التعامل مع الآثار النفسيّة السلبيّة التي تأتي من حقيقة خضوعهم للعيش بألم شديد وتعرّضهم لخطورة تعاطي المسكّنات بشكل كثيف ومستمر. ولم يكن لأولئك المرضى خياراً سوى تحمّل المعاناة، أمّا الآن فلديهم خياراً بديلاً للحصول على العلاج وهو البوتوكس، وقدّ تمّت الموافقة على هذا العلاج عام 2010 في كلّ من إنكلترا والولايات المتّحدة الأمريكيّة وفي عام 2011 في تركيا بعد سلسلة دراسات تمّ إجراؤها حول الموضوع.
الدراسة التي تمّ نشرها في صحيفةٍ مشهورةٍ عالميّاً
البوتوكس المعروف بكثرة استخدامه في مجال الجراحة التجميليّة، أصبح الآن أسلوب علاج لمرضى الشقيقة المزمنة الذين لا تتجاوب حالاتهم مع العلاج الدوائي أو التغيّرات في نمط الحياة. وفي هذا الخصوص قامت مجموعة من أطبّاء الأعصاب الأتراك بمساهمة في الأدب العلمي من خلال دراسة مهمّة حول فعاليّة هذا الأسلوب. إذ قامت الأستاذة البروفيسورة إليف إلغاز أيدنلار والأستاذة البروفيسورة بينار ياليناي ديكمين والبروفيسورة عائشة صاغدويو كوجامان -وهنّ طبيبات أعصاب في مركز علاج الشقيقة في مستشفى أجيبادم مسلك وأكاديميّاتٍ في قسم طب الأعصاب في جامعة أجيبادم- بتحضير مقالٍ علميٍّ عن نتائج علاج البوتوكس في آلام الشقيقة، وتمّ قبول هذا المقال من قبل رئاسة لجنة التحرير في صحيفة الألم وآلام الرأس (Journal of Headache and Pain) كما تمّ نشره في إصدار شهر شباط من الصحيفة ذاتها، وهي إحدى المنشورات المعروفة عالميّاً من بين المنشورات المتخصّصة بآلام الرأس.
يحمل المقال اسم “تأثير ذيفان الوشيقية على الشقيقة المزمنة والحالات العاطفيّة السلبيّة وجودة النوم: دراسة أتراب احتماليّة ذات مركز مفرد”. وقد أشار هذا المقال إلى قدرة البوتوكس على تخفيض حدّة الألم ونسبة تكرار نوبات الشقيقة بشكل كبير، وتوفيره راحةً كبيرةً في حياة مرضى الشقيقة وفترات نومهم التي غالباً ما تتأثّر سلباً بآلام الشقيقة.
“فعاليّة كبيرة في علاج الشقيقة المزمنة”
صرّحت البروفيسورة عائشة صاغدويو كوجامان –وهي إحدى طبيبات العصبيّة اللاتي قمن بالدراسة- بأنّها والمجموعة تمكّنوا من استخدام حقن البوتوكس على عدد كبير من مرضى الشقيقة حتّى اليوم وقالت: “قمنا بمراقبة حالة المريض بعد كلّ حقنة وأظهرت نتائج هذه المراقبة فعاليّة كبير للبوتوكس في علاج الشقيقة المزمنة”
على صعيدٍ آخر، أشارت طبيبة الأعصاب الأستاذة البروفيسورة إليف إلغاز أيدنلار إلى النتائج التي تمّ الحصول عليها في علاج الشقيقة وتشابه تلك النتائج مع نتائج الزملاء في البلدان الأخرى وقالت: “تمّ استخلاص هذه الدراسة من خبرةٍ اكتسبها الفريق عبر سنوات طويلة، وإنّنا فخورون جدّاً بقبول هذه الحقيقة من قبل لجنة رئاسة التحرير في صحيفة الألم وآلام الرأس”.
أمّا الأستاذة البروفيسورة بينار ياليناي ديكمين فقد نوّهت إلى أنّ علاج البوتوكس يبدأ تأثيره خلال عشرة أيّام، وأنّ تكرار الحقن يكون مرّة كل ثلاثة أشهر في السنة الأولى بسبب الطبيعة المؤقّتة للعلاج بينما يتغيّر هذا النظام في السنوات اللاحقة بحسب المريض.
الإثبات العلمي للتأثير
تمّ إثبات تأثير علاج البوتوكس على آلام الشقيقة بشكل علميّ أيضاً. إذ أنّ سلسلةً من الدراسات العلميّة التي تمّ إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحملت اسم “تقييم المرحلة الثالثة من بحوث العلاج الوقائي لآلام الشقيقة” (PREEMPT) أكّدت أنّ أسلوب البوتوكس الشائع استخدامه لأغراض تجميليّة هو حلّ فعّال في تخفيف تكرار وحدّة نوبات الشقيقة المزمنة. وقد أشارت نتائج هذه الدراسات إلى فائدة علاج البوتوكس في ثلاثة أرباع المرضى الخاضعين له، وبعد دمج كافّة النتائج، تمّت الموافقة على استخدام البوتوكس لعلاج الشقيقة المزمنة في الولايات المتّحدة وإنكلترا عام 2010، وفي تركيا عام 2011.