يتم سنويًا تشخيص 14 مليون شخص حول العالم بإصابتهم بمرض السرطان، هذا ويقدر خبراء من منظمة الصحة العالمية أن هذه الأعداد ستزداد بنسبة لا تقل عن 70% خلال السنوات العشرين القادمة. تم حتى الآن اكتشاف 100 نوع من الأمراض الخبيثة التي نسعها لعلاجها من خلال الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج المناعي وأخيرًا وليس آخرًا العلاج الإشعاعي.
يقول الدكتور يوفوك أباجيوجلو أخصائي العلاج الإشعاعي في أحدث مستشفيات اجيبادم ألا وهي مستشفى التونيزاد: “العلاج الإشعاعي أحد أقوى مراحل علاج المصابين بمختلف أنواع السرطان، ونحن المكان الوحيد في أوروبا الشرقية الذي يمتلك جهاز “جامانايف أيكون” الذي يُستخدم لأول مرة في تركيا في مستشفى اجيبادم التونيزاد، والتي نطلق عليها مستشفى المستقبل. تتمتع تكنولوجيا “جامانايف أيكون” بدقة أعلى في الاستهداف، لذا فبفضل الجهاز الجديد، سنتمكن من إجراء العلاج الإشعاعي في جلسة واحدة، ليس هذا فحسب بل يمكننا الاستهداف خطوة بخطوة، وعلى مستوى القطاعات والمناطق الأكبر المتأثرة بالخلايا السرطانية. يتيتح لنا جهاز “جامانايف أيكون” إمكانية علاج مرضى أورام المخ أو حالات المخ الوعائي بالإشعاع في يوم واحد دون الحاجة إلى قضاء فترات طويلة في المستشفى أو الحاجة إلى تدخلات جراحية طويلة.”
يظل العلاج الإشعاعي محاطًا بالكثير من الخرافات إلا أن الأخصائيون يقولون بأن التكنولوجيا الحديث أصبحت أمنة للغاية الآن، فهي تتيح تخصيص العلاج بما يناسب كل حالة فضلاً عن انخفاض الآثار الضارة في الكثير من الحالات.
وأضاف أخصائي العلاج الإشعاعي التركي قوله: “قد يتم إغواء بعض المرضى لإيقاف العلاج بسبب الآثار الضارة أو بسبب الخرافات التي تحيط بعلاج الجسم بالإشعاع إلا أن توقف العلاج أمر بالغ الخطورة، فلا يمكن للمريض بدء العلاج ثم التوقف لمدة أسبوع أو أسبوعين، فلدينا حالات من رومانيا انقطعت عن العلاج ثم عادت وقد تفاقم السرطان لديها مما زاد الوضع سوءً، لذا أنصح المرضى باستكمال العلاج الذي بدءوه مهما كان نوعه. يعتقد الكثيرون أن العلاج الإشعاعي ليس مفيدًا لكن إذا تم تنفيذه بشكل صحيح وفي الوقت المناسب وبما يتناسب مع حالة المريض، فإننا بصدد الحديث عن سلاح قوي في مواجهة السرطان.”
في الحقيقة، يقول متخصصون من منظمة الصحة العالمية أن معدل النجاة بعد الإصابة بمرض السرطان مرتفع بشكل أكبر في الدول المتقدمة التي تتوفر فيها أحدث أجيال العلاج كجهاز “توموثيرابي” على سبيل المثال.
يقول الدكتور يوفوك أباجيوجلو أنه: “بمساعدة جهاز توموثيرابي الذي يدور حول المريض بزاوية 360 درجة، يمكننا عمل إجراءين في جلسة واحدة حيث يمكننا في الواقع مسح الجسم بالكامل وتوجيه انبعاثات الإشعاع إلى عدة مناطق في نفس الوقت. كما يمكننا علاج مساحة كبيرة متأثرة بالسرطان في جلسة واحدة كما هو الحال في بعض المرضى المصابين بسرطان المخ أو العمود الفقري.”
بالإضافة إلى هذا، فإن نجاح عمليات السرطان مرهون بتوفير رؤية أفضل للأورام أثناء التدخل الجراحي وأيضًا للمناطق الموجودة بها. لذا يتجه الأطباء في أفضل المراكز الطبية حول العالم إلى أحدث تقنيات التصوير المقطعي بالكمبيوتر مما يزيد من فرص نجاة مرضى السرطان لفترة أطول.
يقول الأخصائيون عن التكنولوجيا المتوفرة في أحدث مستشفيات اجيبادم أن: “جهاز التصوير المقطعي بالكمبيوتر المنزلق المتوفر للمرة الأولى في تركيا يتيح تنفيذ إجراءات التصوير المقطعي أثناء العملية بمساعدة الكمبيوتر. كما يستخدم جهاز التصويرالمقطعي “فورس” تكنولوجيا لإنتاج صور عالية الدقة باستخدام جرعات منخفضة من الإشعاع فضلاً عن الراحة الشديدة التي يوفرها للمرضى من جميع الأعمار بل والأطفال أيضًا.”
في الواقع، يعد مركز أورام التونيزاد أكثر المراكز تقدمًا في تركيا ويمكن لجميع المرضى المصابين بمختلف الأمراض الخبيثة الاستفادة من الخبرة التي تتمتع بها جميع الفرق التي تتعامل مع أنواع السرطان، وتجدر الإشارة إلى أن الفريق يضم كل من الجراح وأخصائي الأورام وأخصائي العلاج الإشعاعي والأخصائي النفسي. وجدير بالذكر أن مساحة مستشفى اجيبادم التونيزاد تبلغ 98000 مترًا مربعًا – أي ما يعادل 5 أضعاف مطار أوتوبيني، وبسعة 350 سريرًا. هذا وتتسم المستشفى بالاستدامة، ومعتمدة من نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) حيث تستخدم الطاقة والمياه بطريقة فعالة مما يحمي البيئة. ومن بين المراكز المتميزة التي تضمها مستشفى اجيبادم التونيزاد، يوجد مركز الأعصاب، ومركز تقويم العظام والرضوح، ومركز الجراحة الروبوتية، ومركز الإخصاب الصناعي.