إذا كنتِ تخططين للإنجاب، فتحققي من النقاط القليلة التالية التي يجب عليك الانتباه لها من أجل تجنب مشكلات العظام الناجمة عن زيادة الوزن خلال فترة الحمل.
الحمل هو فترة تشهد فيها أجسام النساء تغيرات بصفة مستمرة؛ منذ البداية حتى النهاية. ويكون أكبر هذه التغيرات هو نمو البطن وزيادة الوزن. هل تعرفين كيف تؤثر هذه التغييرات على الجهاز العضلي الهيكلي لديكِ، وخاصة عمودكِ الفقري؟ يؤكد الأستاذ المشارك محمد أوغور أوزبيدار، وهو طبيب عظام/جراح رضوح في مستشفى أتشيبادم الدولية، أنه ينبغي توخي عناية فائقة في حماية بنية العمود الفقري خلال فترة الحمل، ويشارك معنا المعلومات التالية عن الاضطرابات الأكثر شيوعًا، والتي تنشأ خلال هذه الفترة: “هناك نقطتان نحتاج إلى التعامل معهما خلال فترة الحمل. تنطوي إحداهما على المشكلات الميكانيكية، والأخرى على التغيرات الهرمونية. يشهد الجسم زيادة في الوزن خلال فترة الحمل. وينتقل مركز الثقل إلى الأمام. ويؤدي ذلك إلى تطبيق حمل أثقل على الجهاز الهيكلي بأكمله. وعلاوة على ذلك، تزيد التغيرات الهرمونية من احتباس السوائل. وتصبح العضلات والأربطة أكثر ارتخاءً. ونتيجةً لكل هذه التغييرات، تحدث بعض المشكلات. ومن أكثر هذه المشكلات شيوعًا؛ آلام أسفل الظهر وأعلى الظهر. وتشمل تلك المشكلات أيضًا التهاب زليل الوتر (التهاب الوتر) في أوتار اليدين، وكذلك انحباس العصب. في حين نادرًا ما قد تحدث أيضًا إصابة بهشاشة العظام (فقدان العظام) في عظم الورك. وكلما أصبحت العضلات والأربطة أكثر ارتخاءً، يصير الحوض أكثر ارتخاءً أيضًا على نحو محتمل. وكذلك يمكن أن تعاني النساء الحوامل من آلام في الكاحلين والركبتين”.
تمارين للنساء الحوامل
تقدم تمارين البيلاتيس واليوجا فوائد كبيرة للنساء الحوامل عند القيام بها بشكل صحيح وتحت إشراف مدرب خبير في هذا المجال. وتساعد هذه التمارين أيضًا في الحفاظ على قوة أنسجة العضلات.
تحدث الحالة التي يُشار إليها باسم الفتق، عندما تبرز الأقراص الكامنة بين الفقرات للخلف من مكانها، وتطبق الضغط على العمود الفقري. وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الفتق قد يحدث نتيجة انزلاق الأقراص بسبب زيادة الوزن وزيادة الحِمل الذي يخضع له أسفل الظهر، فضلاً عن هرمون إرخاء الرباط المُشار إليه باسم ريلاكسين.
لذلك، فمن الضروري مراقبة زيادة الوزن، ومحاولة الحفاظ على لياقة الجسم خلال فترة الحمل. ومع ذلك، تنخفض خيارات الحفاظ على لياقة الجسم بشكل بالغ بمجرد أن تصبح المرأة حاملاً. وتصبح قدرة النساء الحوامل على الحركة محدودة إلى حد معين عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة. وتستمر هذه الحالة أيضًا لفترة من الوقت بعد الولادة مع بدء فترة الرضاعة الطبيعية. لذلك، يجب على النساء قبل حدوث الحمل الحرص على الحفاظ على لياقة أجسامهن، والسيطرة على زيادة الوزن، وتناول الغذاء الصحي. وهذا يجعل من الممكن بالنسبة لهن تجاوز فترة الحمل دون حدوث أي آلام وغير ذلك من المشكلات.
وتُوصى النساء الحوامل بارتداء الأحذية المسطحة “البلاتفورم” التي يبلغ سُمك النعل العظمي والنعل المستوي فيها 2 أو 3 سم. وفي حالات تسطح الأقدام أو عيوب القدم الأخرى، يكون من المحتمل تكرار الإصابة بها خلال فترة الحمل.
تبدأ المشكلات في الظهور في الثلث الثاني والثالث من الحمل. ويذكر الأستاذ المشارك، أوزبيدار، أن آلام أسفل الظهر تبدأ خلال الفترات التي يزداد فيها الوزن، ويشير إلى أن النساء يعانين من التقلصات خلال الشهرين الثاني والثالث. ويمكن أن تحدث أيضًا مشكلات مرتبطة بنقص المعادن (مثل الكالسيوم والمغنيسيوم) دون معرفة السبب الدقيق. وخلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، قد تحدث بعض المشكلات في المعصم بسبب انحباس العصب، واحتباس السوائل في الجسم.
إذا كانت المرأة تعاني من حالات صحية في أسفل الظهر أو الرقبة قبل الحمل، فسوف تتفاقم مشكلاتها خلال فترة الحمل. وعلاوة على ذلك، مع تحول مركز الثقل إلى الأمام، تصبح القدرة على الحركة مقيدة، وتصير العضلات أضعف. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة العبء على الظهر. ويؤدي كل ذلك مجتمعًا إلى حدوث تشوهات وضعية وآلام.
تستطيع النساء الحوامل أن تفطن إلى طريقة للحد من آلام الولادة من خلال استخدام عضلاتهن أثناء ممارسة الرياضة بانتظام. وكذلك يعد التنفس بشكل صحيح ضروريًا. وتضمن كل هذه العوامل أن تخوض المرأة ولادة صحية، وتتجنب حدوث مشكلات العظام.
يذكر الأستاذ المشارك، محمد أوغور أوزبيدار، أن المشكلات التي تعاني النساء منها أثناء الحمل، تكون مؤقتة، ويقول، “على سبيل المثال، تحدث هشاشة العظام في عظم الورك خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، ولكن تشفى هذه الحالة من تلقاء نفسها في غضون 6 إلى 12 شهرًا بعد الولادة. وتحدث في المعصمين إصابة تُسمى متلازمة النفق الرسغي، خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل كذلك. وتشفى هذه الحالة أيضًا من تلقاء نفسها خلال الأربعة أو الستة أسابيع الأولى من بعد الولادة. ولكن في حالة عدم زوال المشكلة من تلقاء نفسها، يصبح من الضروري استشارة إختصاصي؛ وإلا فقد تؤدي هذه الحالة إلى حدوث أضرار دائمة”.
ماذا عن بعد الولادة؟بعد أن تصبح المرأة حاملاً، يتغير شكل العمود الفقري بشكل ميكانيكي، وتؤدي التغييرات إلى حدوث تشوهات وضعية بسبب الزيادة المستمرة في وزن الأم، فضلاً عن زيادة وزن الطفل في رحمها. وما لم تفقد المرأة وزنها الزائد بعد الولادة، فسوف تظل تعاني من مشكلات في العمود الفقري مع بدء أطفالها في النمو وزيادة وزنهم ثقلاً. |