يستوعب السرطان أمراضًا تعد من بين أخطر الاضطرابات التي يُبتلى بها هذا العصر. ويسعى الاِختصاصيون الطبيون جاهدين للقضاء على هذه الأمراض من خلال التشخيص المبكر والعلاج الفعّال. وبات الاعتماد على المنهجية المتعددة التخصصات جانبًا بارزًا في التعامل مع السرطان. ويوفر العلاج الإشعاعي وإجراءات الأشعة التدخلية طرقًا بإمكانها تكملة طب الأورام.
تتوالي طرق علاج جديدة تحتل الصدارة في علاج السرطان في ظل التقدم المستمر الذي تشهده التكنولوجيا. ولا تزال البدائل العلاجية في زيادة مطردة مع تطور العلاج بالعقاقير الموجهة، وتقنيات العلاج المناعي في طب الأورام. وعلاوة على ذلك، فإن أجهزة العلاج الإشعاعي من الجيل الجديد تجعل من الممكن توفير أقصى قدر من الحماية للأعضاء الموجودة خارج منطقة السرطان، فضلاً عن تمكين علاج السرطان، بل الوقاية من تكراره أيضًا في الحالات المواتية. ومن ناحية أخرى، تخفض تطبيقات الأشعة التدخلية من فترة الإفاقة، وتضمن تدمير الخلايا السرطانية بأدنى حد من الشقوق الجراحية.
وقد استشرنا عددًا من اِختصاصيّ طب الأورام، واِختصاصيّ طب الأورام الإشعاعي، وأطباء الأشعة التدخلية العاملين في مراكز السرطان التابعة لمجموعة أتشيبادم (Acıbadem) للرعاية الصحية للحصول على مزيد من المعلومات حول أهمية طب الأورام، وطب الأورام الإشعاعي، وإجراءات الأشعة التدخلية، فضلاً عن موضعها في علاج السرطان.
متى يتم استخدام العلاج الإشعاعي؟ |
العلاج الإشعاعي له أهمية حيوية في علاج الأورامظل استخدام العلاج الإشعاعي (العلاج بالأشعة) قائمًا على مدى سنوات عديدة ماضية، وهو علاج يهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية عن طريق تطبيق أشعة عالية الطاقة. ويتم تطبيق ذلك العلاج في الوقت الحالي باستخدام أجهزة تكنولوجية جديدة لها فعالية أكبر بكثير وتمتاز بأنها أقل استنزافًا للمرضى. وعلاوة على ذلك، فإنها تضمن الحد من الأضرار التي تلحق بالأنسجة والأعضاء الصحية، وحماية غيرها من الأعضاء والأنسجة الصحية من خلال تجنب تعريض المناطق الخارجة عن منطقة السرطان للإشعاع. وتوضح الأستاذة الدكتورة ملتم سيرين، وهي اِختصاصية في طب الأورام الإشعاعي لدى مستشفى أتشيبادم أضنة، دور العلاج الإشعاعي في طب الأورام، وكذلك التقنيات المستخدمة معه، على النحو التالي: “للعلاج الإشعاعي دور رئيسي في علاج السرطان، سواء كان بشكل منفرد أو بالجمع مع الجراحة والعلاج الكيميائي. ويستفيد من ذلك العلاج ما لا يقل عن نصف المرضى الذين تم تشخيصهم بمرض السرطان. ونحن نستخدم أجهزة TrueBeam STx، التي تُعرف باسم “الثالوث”، والعلاج الإشعاعي الموضعي ذي معدل الجرعات العالية في قسم طب الأورام الإشعاعي في المستشفى لدينا. ويعمل جهاز TrueBeam STx بطريقة تكنولوجية مما يجعل تقديم الجيل الجديد من العلاج الإشعاعي ممكنًا في علاج السرطان. وقد عملنا على توسعة نطاق المستشفى بشكل كبير بفضل ذلك الجهاز الذي كان أول استخدام له في مدينة أضنة والمنطقة المحيطة بها في مستشفانا. ويعد جهاز TrueBeam STx هو الأفضل بشكل خاص في علاج أورام الدماغ، فضلاً عن غيرها من الأورام صغيرة الحجم الموجودة في أنحاء الجسم بالقرب من الأعضاء المحفوفة بالمخاطر. كما أن ذلك الجهاز الذي يقلل من مدة العلاج الإشعاعي مع ميزة الإشعاع السريع التي يوفرها، يقي الأنسجة السليمة من التلف أثناء التعرض للإشعاع. ويوفر جهاز TrueBeam STx أيضًا ملاءمة عظيمة في العلاج الإشعاعي للأورام الموجودة في الأعضاء التي تتطلب التنفس لرصدها، مثل الرئتين والكبد والثديين. وبما أنه يمكن تقديم الإشعاع أثناء تتبع حركات الجهاز التنفسي، أصبح أطباء الأشعة قادرين على تطبيق جرعة علاجية عالية على منطقة الورم مباشرة. وصار تحديد المواضع يمتاز بدقة أكبر نظرًا لجودة التصوير العالية التي تضمن إسقاط الأشعة على الموضع الصحيح. بالإضافة إلى ذلك، لا يتم فرض أي رسوم إضافية نظير ذلك العلاج بالنسبة للمرضى الذين يتمتعون بتأمين SGK (مؤسسة الضمان الاجتماعي)”. |
أكد الأستاذ المشارك سردار سورنكوك، اِختصاصي في طب الأورام الإشعاعي لدى مستشفى أتشيبادم إسكي شهر، على أن الأجهزة الجديدة المستخدمة في العلاج الإشعاعي جعلت عمل الأطباء أسهل، وحسّنت من جودة حياة المرضى، وذلك في ظل التطور المطرد الذي تشهده التقنيات، ويتبع ذلك بقوله، “يحرص المركز لدى مستشفانا على استخدام الجهاز المُشار إليه بالثالوث. وذلك نظرًا لأن أنظمة التخطيط لهذا الجهاز تضمن تحسين جودة العلاج بشكل فارق مع تقليل عدد الآثار الجانبية. ويتيح هذا تطبيق جرعات أعلى دون التسبب في عدم الراحة للمريض. ويخضع المريض لإجراء تصويري قبل تلقي العلاج. ثم تتم مقارنة صور ما قبل العلاج بتلك التي يتم إنتاجها أثناء العلاج. وهذا يجعل من الممكن لأطباء الأشعة التحقق مما إذا كان هناك أي أخطاء طفيفة. كما يمكن إجراء التصحيحات اللازمة عن طريق تحريك سرير العلاج أو توجيه المريض إلى موضع مختلف. ويوجد جهاز آخر يُستخدم في العلاج أيضًا وهو اسمه Unique. ويمكن تقديم طريقة العلاج لهذا الجهاز، والتي يُشار إليها بالمعالجة القوسية ذات التعديل الحجمي أو المعالجة القوسية، جنبًا إلى جنب مع جهاز “الثالوث”. وتُطبق تلك الأجهزة الأشعة أثناء الدوران. وتضمن هذه الميزة تقليص مدة المعالجة من 15 إلى 20 دقيقة وصولاً إلى 5 أو 6 دقائق. وبما أن مرضى السرطان يكونون في العادة حساسين للغاية خلال فترة المعالجة، فإن الحد من فترات المعالجة يشكل راحة كبيرة بالنسبة إليهم”.
يقول قادير أوتشار، اِختصاصي طب الأورام الإشعاعي لدى مستشفى أتشيبادم قيصرية، إن أنظمة التشخيص والعلاج في مجال الأشعة قد تطورت كثيرًا مع التقدم المشهود في التكنولوجيا، وإن الجهاز المُسمى RapidArc قد حسّن راحة المرضى إلى حد كبير. ويقول الطبيب أوتشار: “في أوساط العلوم، يُوصف RapidArc بأنه جهاز لعلاج السرطان، والذي يستخدم طريقة “المعالجة القوسية ذات التعديل الحجمي”. ومن أجل شرح ميزات RapidArc الذي يعد أيضًا مسرعًا خطيًا (LINAC)، من الضروري تشكيل فهم للمسرعات الخطية بصفة عامة. تعمل المسرعات الخطية التي أصبحت بدورها معيارًا في العلاج الإشعاعي خلال السنوات الأخيرة، على إنتاج أشعة سينية يتم توجيهها إلى منطقة المرض ضمن إطار خطط علاجية محددة. وأثناء تطبيق الأشعة العلاجية على المريض من مسافة معينة، يكون مطلوبًا من المرضى البقاء بلا حراك أثناء العلاج من أجل ضمان تحقيق دقة عالية أثناء الإجراء. وتُستخدم المسرعات الخطية مع طرق علاج مختلفة، ويعتمد ذلك على المنطقة الخاضعة للمعالجة. وتتطلب العلاجات في منطقة الرأس والرقبة أقنعة خاصة مصنوعة من لدائن حرارية، في حين تتطلب بعض المناطق الأخرى أَسِرَّة علاجية وتقنيات خاصة تكفل بقاء المريض دون حراك”. ويستمر العلاج عادةً من 5 إلى 10 دقائق. ويقول الطبيب أوتشار إن المدة المنقضية في إجراءات العلاج الإشعاعي عالي الكثافة (IMRT) التي ظلت قيد الاستخدام خلال السنوات الأخيرة بهدف الحد من الأضرار التي تلحق بالأنسجة الطبيعية، تتراوح بين 15 و30 دقيقة. وفي العلاج الإشعاعي الموجه بالصور (IGRT)، تزيد هذه المدة بنحو 4 أو 5 دقائق. وتعزى هذه الزيادة إلى أنه في كل جلسة علاجية، يتم فحص منطقة المعالجة من خلال إجراء تصويري قبل استخدام تقنية الإشعاع المتقدمة.
يعد كلٌ من الراحة وجودة العلاج على نفس القدر من الأهمية. وتقول الأستاذة الدكتورة فوليا آغا أوغلو، وهي اِختصاصية في طب الأورام الإشعاعي في مستشفى أتاكانت بجامعة أتشيبادم، إن هذا هو السبب في تضمينهم لغرف انتظار خاصة ومساحات للعب من أجل الأطفال المرضى في المستشفى، وتقول: “تم افتتاح قسم طب الأورام الإشعاعي في المستشفى لدينا في عام 2014، وهو يوفر أيضًا خيار العلاج تحت التخدير العام للمرضى من الأطفال. ويتم علاج المرضى ومتابعتهم من قبل فريق من ذوي الخبرة، ويتمثل الهدف في تحقيق التعافي بأدنى عدد من الآثار الجانبية مع توفير المراقبة الداعمة”.
إمكانية علاج أنواع معينة من السرطان بشكل منفرديمكن أن يعد العلاج الإشعاعي أيضًا خيارًا علاجيًا منفردًا في طب مكافحة الأورام بالإضافة إلى دوره في الوقاية من تكرار المرض، وزيادة فعالية العلاج الكيميائي، والحد من الآثار الضارة القائمة والآثار الضارة الأخرى التي تؤثر على المرضى الذين خضعوا لمعالجات خلال فترات طويلة. ويتم تحديد ما إذا كان يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لأغراض المعالجة، بعد إجراء تقييمات على نوع السرطان ومرحلته. ويمكن معالجة أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الحلق، وسرطان البروستاتا من خلال العلاج الإشعاعي فقط. وتقول الطبيبة آسلي ساران، وهي اِختصاصية في طب الأورام الإشعاعي في مستشفى أتشيبادم بورصة، إنه في حين يُستخدم العلاج الإشعاعي بطرق عديدة في معالجة السرطان، يتم تحديد هذه الطرق من خلال منهجية متعددة التخصصات. وتقول الطبيبة آسلي، “يجب تحديد القرار بشأن نموذج العلاج الأمثل للمريض، فضلاً عن توقيت العلاجات وترتيبها، من خلال تعاون بين المتخصصين في مجالات طب الأورام الإشعاعي، وطب الأورام، والفروع الأخرى ذات الصلة”. |
قابلية التطبيق على المرضى من جميع الأعماريقول الطبيب إيلكر توسون، وهو اِختصاصي في طب الأورام الإشعاعي في مستشفى أتشيبادم بودروم، إنهم يوفرون أكبر قدر من الحماية للأعضاء الأخرى من خلال توجيه الأشعة على أهداف محددة باستخدام أجهزة ذات تكنولوجيا عالية، وينطوي ذلك على عمل محاكاة ثلاثية الأبعاد للإجراءات المقرر إجرائها على المريض قبل أن يُجري تنفيذها فعليًا: “يتم توجيه الأشعة إلى منطقة السرطان بطريقة غاية في الدقة والتخطيط. وتتيح أحدث التقنيات إمكانية معالجة المناطق الصغيرة بأمان. على سبيل المثال، أثناء تقديم العلاج الإشعاعي لمريض بسرطان الرئة، يتم توفير أقصى قدر من الحماية ضد الضرر للقلب والأنسجة الأخرى. لذلك، يمكن استخدام هذه الطريقة على المرضى من جميع الأعمار. ولا يسبب هذا النوع من المعالجة فقدان الشعر في حال استخدامه على مناطق بخلاف الدماغ؛ وهو يوقف الألم والنزيف الناجمين عن الورم، ويبطئ أو يعوق تقدم المرض في المرحلة المبكرة منه. ويستغرق ذلك الإجراء مدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق، وهو يقدم فوائد كثيرة للمرضى”. |
CYBERKNIFE: الجهاز الذي يمكنه توجيه الأشعة من مئات الزواياإن نظام الجراحة الشعاعية الروبوتية، CyberKnife، الذي تم تصميمه لعلاج السرطان بدقة ملليمترية في جميع أنحاء الجسم، يجعل من الممكن معالجة أنسجة السرطان في الدماغ وبقية أنحاء الجسم بجرعات عالية عن طريق الاستخدام البؤري للحزم الإشعاعية. وهذا يضمن أقصى قدر من الحماية للأنسجة الطبيعية من آثار الإشعاع. ويقول الأستاذ الدكتور أنيس آزيار، وهو اِختصاصي في طب الأورام الإشعاعي في مستشفى أتشيبادم مسلك، إن جهاز المعالجة هذا الذي يعمل بتقنية روبوتية يتم التحكم فيها بالكمبيوتر، يتولى تنفيذ إجراءات من خلال تطبيق الأشعة من مئات الزوايا عن طريق الدوران حول المريض كما لو أنه يتتبع حركات راقصة تكرارية. ويوضح الأستاذ الدكتور آزيار المناطق التي يُستخدم فيها CyberKnife كما يلي: “يمكن استخدام ذلك الجهاز على أورام الدماغ، وجميع الآفات الموجودة في الدماغ، ومنطقتي الرأس والعنق، بغض النظر عن موقع الأورام والآفات وحجمها. وبالإضافة إلى العلاجات الإشعاعية ذات الجرعة العالية أحادية الجلسة العلاجية والتي يُشار إليها مجتمعة باسم الجراحة الإشعاعية، يمكن أيضًا علاج الأورام القريبة أو المتاخمة للأعضاء المحفوفة بالمخاطر التي من المحتمل أن يلحق بها CyberKnife الضرر من خلال العلاج الإشعاعي التجسيمي. ويعد CyberKnife هو أفضل خيار في حالة الأورام الخبيثة والحميدة الموجودة في الدماغ، والنقائل السرطانية، وتشوهات الشرايين، واضطرابات وظيفية معينة، وسرطان الرئة، وسرطان البروستاتا، وسرطان الرأس والرقبة، والأورام الفقرية، وسرطانات البنكرياس، وبعض النقائل السرطانية المعينة محدودة العدد، والتي لا يمكن علاجها باستخدام أساليب أخرى، وأورام الرئة أو الكبد التي يتغير موقعها مع حركات التنفس أو الأمعاء، وبعض الأورام الأخرى التي لا يمكن علاجها أو تلك التي كان يقتصر علاجها في الماضي على جراحات تؤدي إلى حدوث تشوهات”. فمن الممكن علاج كل هذه الحالات بأمان، ودون الإضرار بالمريض من خلال استخدام CyberKnife. على سبيل المثال، يمكن استخدام CyberKnife على الأورام الموجودة حول العين التي تتطلب إزالة جراحية للعين، أو أمراض الحبل الشوكي، والتي تكون حساسة للغاية للإشعاع. ويمكن أيضًا استخدام ذلك الجهاز مع المرضى الذين على الرغم من تلقيهم للعلاج الإشعاعي سابقًا، يعودون لتلقي مزيد من المعالجة بسبب تكرار المرض في نفس المكان. ويمكن تنفيذ تطبيقات ثانوية في مثل هذه الظروف. |
ملف
طب الأورام
متى يتم استخدام العلاج الكيميائي؟ |
يقول الطبيب حلمي إيجه، اِختصاصي طب الأورام الطبي في مستشفى أتشيبادم بودروم، “عند
استخدام العلاج الكيميائي لأغراض علاجية إلى جانب العلاج الإشعاعي، يضمن الأخير تغلب الجسم على المرض بسهولة أكبر”، موضحًا مناطق استخدام العلاج الإشعاعي وآثاره في علاج السرطان كما يلي: “من الممكن علاج حالات السرطان في المراحل المبكرة عن طريق التدخل الجراحي. ومع ذلك، في الحالات المتقدمة، يمكن أن يصبح العلاج الكيميائي خيارًا علاجيًا أيضًا، إما منفردًا أو جنبًا إلى جنب مع العلاج الإشعاعي. عندما يتم تطبيق العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي معًا، يصير التعامل مع الأورام التي يصعب علاجها عن طريق أي من هاتين الطريقتين، أسهل بكثير. بالإضافة إلى العلاج، يمكن أيضًا أن يُستخدم العلاج الإشعاعي لأغراض السيطرة على المرض. ومن المحتمل أن تبقى الخلايا السرطانية في الجسم بعد الجراحة. ويمكن تطبيق العلاج الإشعاعي لفترة أخرى من أجل القضاء على هذه الخلايا المبقية، وتحقيق السيطرة الموضعية، ومنع تكرار المرض. وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام العلاج الإشعاعي أيضًا للتخفيف من الألم، والآثار السلبية الأخرى التي تنجم عن السرطان في مراحله المتقدمة. بعبارة أخرى، يعزز العلاج الإشعاعي من المعالجة عند استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، فضلاً عن دوره في الوقاية من خطر تكرار المرض، وتخفيف مضاعفات المرض”.
يعمل طب الأورام على تنسيق عملية العلاج بأكملها لمرضى السرطان من خلال التعاون مع الأقسام الأخرى ذات الصلة. ويقول الأستاذ الدكتور حسين أبالي، اِختصاصي في طب الأورام لدى مستشفى أتشيبادم أضنة، إنه من الناحية التقليدية، يتولى اِختصاصيو طب الأورام جميع الإجراءات التي تشمل العلاجات المستهدفة، والعلاج الكيميائي، والعلاج المناعي، ومعالجة مشكلات مثل الغثيان والقيء والألم.
ويذكر أيضًا الأستاذ الدكتور أبالي أن هناك نقلة نوعية حدثت في علاج السرطان خلال السنوات العشر الماضية، وأنه هناك الآن تقنيات تُستخدم لتحديد الحالات الوراثية التي تسبب السرطان، وتطوير العقاقير خصيصًا لهذه الحالات، ويؤكد على الطريقة التي تتطور المنهجيات الجديدة بها باستمرار على نحو يغير من علاج السرطان، بقوله: “بالإضافة إلى هذه التطورات، تزداد أهمية طريقة العلاج المناعي – الذي ينطوي على العلاج عن طريق تعزيز جهاز المناعة – أكثر وأكثر يومًا بعد يوم. من ناحية أخرى، يترتب على تلك العقاقير المحددة الهدف آثار جانبية مختلفة وغير عادية، وتظهر الخلايا السرطانية مقاومة ضد العقاقير الجديدة عن طريق التكيف معها؛ وكل ذلك يؤدي إلى تطوير مفاهيم جديدة. ويتطلب فهم مدى هذه المقاومة إجراء خزعات بصفة متكررة. ولا تركز البحوث في الوقت الحالي على التشخيص فحسب بل أيضًا على التركيب الجزيئي والطريقة التي تتغير بها هذا التركيب على إثر العلاج. ومن الممكن أن يؤثر هذا التغيير المذكور على تطبيق العلاجات المستهدفة الثانوية وما بعد الثانوية. ووفقًا للبيانات المكتسبة حتى الآن، يمكن القول إن اِختصاصيّ طب الأورام هم أفضل من يطبقون العلاجات المستهدفة”.
في ظل الزيادة المطردة في بدائل العلاج الحالية، يبدأ المتخصصون في اختبار طرق مختلفة لكل نوع من أنواع السرطان. ويقول الأستاذ الدكتور علي أريجان، وهو اِختصاصي في طب الأورام بمستشفى أتاكانت بجامعة أتشيبادم، إن الأساليب التي يستخدمونها تختلف وفقًا لنوع الورم ومرحلته وحالة المريض، “إن القسم لدينا عبارة عن مرفق تُقدم علاجات لجميع أنواع السرطان فيه. ويتم القضاء على الأورام اللمفاوية تمامًا من خلال المعالجة الشافية. ويتم منع تكرار سرطان القولون باستخدام العلاج المساعد بعد إجراء التدخل الجراحي. وفي حالة أورام العظام، يتم استخدام العلاج المساعد الحديث لزيادة نسبة النجاح المحتمل للتدخلات الجراحية وحماية الأعضاء. أما في المراحل المتقدمة من سرطان البنكرياس، فيتم استخدام المعالجة المُلَطِّفَة لتقليص الأورام، والسيطرة على الأعراض”.
ترتيب الإجراءات العلاجية ذو أهميةثمة نقطة مهمة أخرى في اختيار الطرق والإجراءات المستخدمة في علاج السرطان، وهي تحديد الترتيب الذي سيتم وفقًا له تطبيق تلك الطرق والإجراءات. ويوضح الأستاذ الدكتور بولنت أورهان، اِختصاصي طب الأورام في مستشفى أتشيبادم بورصة، أن جملة التفاصيل، بدءًا من التشخيص وحتى تحديد مراحل العلاج، يتم العناية بها من قبل اِختصاصيّ طب الأورام، ويتبع ذلك بقوله: “يبدأ واجب اِختصاصي طب الأورام عندما يكون هناك اشتباه في الإصابة بالسرطان. ويكون لهذا الاِختصاصي دور رئيسي في اختيار طرق التشخيص، وعمل التشخيص النهائي، واستكمال كل من التشخيص وتحديد مرحلة المرض في أقرب وقت ممكن عن طريق توجيه المريض بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن أهم وظيفة يتولاها هي التخطيط للعلاج. ويكون اِختصاصي طب الأورام ذا فعّالية في كل من التخطيط لطريقة العلاج الكيميائي، ووضع خيارات العلاج بالترتيب. وهو من يتولى أيضًا تنفيذ جميع المراحل، مثل التخطيط للعلاج الكيميائي السابق للجراحة أو العلاج الإشعاعي التالي للجراحة وتحديد ترتيب العلاجات. وعلاوة على ذلك، يكون لاِختصاصيّ طب الأورام دور فاعل في التعامل مع مضاعفات العلاج، وعمليات المعالجة الداعمة كذلك”. |
يشكل سرطان الرئة السبب في وجود نسبة كبيرة من الوفيات المرتبطة بالسرطان. وعلى الرغم من هذا الجانب السلبي، فإن هناك تطورات مهمة في علاج سرطان الرئة. يذكر الأستاذ الدكتور عبد الله بيوإتشيليك، اِختصاصي طب الأورام في مستشفى أتشيبادم قيصرية، أن أهم تلك التطورات هو حقيقة أن العمر المتوقع في حالات سرطان الرئة النقيلي (السرطان الذي قد انتشر) ارتفع إلى 12 شهرًا، ويقول: “كان يُصنف سرطان الرئة في الماضي إما “سرطان الرئة صغير الخلايا” أو “سرطان الرئة غير صغير الخلايا”، وكان يتم تطبيق العلاج حسب النوع. ولكن مع استيعاب التطورات الجينية والجزيئية في الوقت المناسب، تبين أن لدى “سرطان الرئة غير صغير الخلايا” أنواع فرعية، ويستجيب كل منها بشكل مختلف مع كل خيار علاجي. على سبيل المثال، أدت التطورات الأخيرة إلى إنتاج عقاقير جديدة أكثر فعالية في علاج “السرطانة الغدية”، وهي نوع من أنواع سرطان الرئة. وباستخدام هذه العقاقير، من الممكن الحصول على نتائج أفضل وآثار جانبية أقل بالمقارنة مع عقاقير العلاج الكيميائي التقليدية. وهذا يؤدي إلى خيارات من شأنها إبقاء السرطان تحت السيطرة لفترات أطول، ويُشار إليها مجتمعة بـ “المعالجة الصائنة”.
بالإضافة إلى العقاقير المحددة التي لا تزال تُستخدم لسرطان الثدي منذ سنوات عديدة، تتوفر الآن عقاقير العلاج الموجه لمعالجة أنواع أخرى من السرطان كذلك. ويشارك الأستاذ المشارك حسن أوستن، اِختصاصي طب الأورام في مستشفى أتشيبادم إسكي شهر، معنا المعلومات التالية عن هذه العقاقير: “تدمر عقاقير العلاج الكيميائي التقليدية الخلايا السرطانية، ولكن لها الكثير من الآثار الجانبية على الخلايا الصحية، وخاصة تلك الموجودة في نخاع العظام و الجهاز الهضمي. وعادة ما يختبر المرضى العديد من المشكلات المتعلقة بذلك. ولكن تنطوي العلاجات الموجهة على عقاقير مصممة خصيصًا للجزيئات التي لا توجد إلا في الخلايا السرطانية. وبما أن أغلب تأثير هذه العقاقير يقع على الخلايا السرطانية، فإن الخلايا السليمة في الجسم تتلقى أضرارًا أقل بكثير. منذ سنوات عديدة ويتم استخدام عقاقير العلاج الموجه هذه لسرطان الثدي، والآن، فإنه يمكن استخدامها أيضًا لسرطان الرئة والأورام الميلانينية الخبيثة. كما أن هناك بحوث جارية لتطوير تلك العقاقير من أجل أنواع أخرى من السرطان. وتعد الدراسات في هذا المجال واعدة. وفي الوقت الراهن، يمكن أن يستفيد حوالي 15% من مجموع عدد المرضى المصابين بالسرطان من العلاج الموجه. وقد تبدو هذه النسبة منخفضة، ولكن العمر المتوقع لهذه الفئة من المرضى قد امتد كثيرًا. وفي المستقبل، قد يكون لدينا خيارات علاج موجه لجميع الأنواع الفرعية لأنواع السرطان كافة. على سبيل المثال، دعونا نفترض أن ثلاثة أشخاص (س، وص، وض) لديهم نفس النوع من السرطان، وهو السرطانة الغدية. ففي المستقبل، سوف يستفيد كل من هؤلاء المرضى من العلاج من خلال طرق علاجية محددة حسب حالة كل منهم، ولكن في الوقت الحالي يعد من غير الممكن التفريق بين الأهداف المختلفة في هؤلاء الأشخاص، وليس بإمكانهم سوى تلقي العلاج المعياري الذي يكون ذا فائدة لبعضهم فحسب”.
هل هذا يعني أن الآثار الجانبية يتم القضاء عليها تمامًا؟ يجيب الأستاذ المشارك على هذا السؤال كما يلي: “لن يصح القول بأنه يتم التخلص من جميع الآثار الجانبية. فعلى سبيل المثال، عقاقير العلاج الموجه لسرطان الثدي يمكنها التسبب أحيانًا في إصابة المرضى بفشل القلب. وفي مثل هذه الحالات، تتم مراقبة المريض من خلال إجراءات تخطيط صدى القلب التي يتم إجراؤها مرة واحدة كل ثلاثة أشهر”.
يؤكد الأستاذ المشارك، أستون، على أن العلاج الكيميائي يُستخدم لمنع تكرار المرض أو القضاء على خطر انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، مشيرًا إلى أنه بعد أيضًا العلاج الأفضل لأغراض تقليص الأورام قبل الجراحة، وتحسين جودة حياة مرضى السرطان في المرحلة المتقدمة، ويشارك معنا الاِختصاصي المعلومات التالية: “على سبيل المثال، دعونا نفترض أن هناك مريضًا من الضروري خضوعه لجراحة الثدي المحافظة. ويقول الجرّاح إن من الصعب إجراء العملية في ظل الظروف الحالية، وقد يصير الأمر أيسر كثيرًا إذا تم تقليص حجم الورم. ويكون العلاج الكيميائي مفيدًا في مثل هذه الحالة. وهناك بعض الحالات التي ينتشر المرض فيها إلى حد كبير، والتي يُشار إليها باسم حالات المرض “النقيلي”. وفي معظم هذه الحالات، يكون من غير الممكن القضاء على المرض تمامًا. ورغم أن هناك بعض الاستثناءات، فإنها تكون نادرة للغاية. ويكمن الهدف من تقديم العلاج الكيميائي في مثل هذه الحالات في ضمان أن يعيش المرضى بقية حياتهم بشكل مريح. كذلك يمكن أن يزيد العلاج الكيميائي من العمر المتوقع في بعض الحالات”.
الخزعة السائلة تجعل التشخيص المبكر ممكنًا!التشخيص المبكر له أهمية حيوية في علاج السرطان. يؤكد الأستاذ الدكتور عثمان جوكهان دمير، اِختصاصي طب الأورام في مستشفى أتشيبادم مسلك، على أنه كلما كان تشخيص المرض مبكرًا، ارتفع معدل نجاح العلاج، ويستطرد قائلاً: “ستشهد السنوات القادمة العديد من التطورات في علاج السرطان. أولاً وقبل كل شيء، سوف يتغير مفهوم التشخيص المبكر. ففي الوقت الحالي، لا يمكن تشخيص الأورام إلا من خلال طرق التصوير الإشعاعي والخزعات. ولكن في المستقبل، سيكون من الممكن تشخيص الأورام حتى في مراحل تكون مبكرة للغاية بالنسبة للكشف الإشعاعي. وسيتم تنفيذ هذا عن طريق طرق التشخيص الجزيئي و”الخزعة السائلة”، والتي تنطوي على فصل الحمض النووي للورم عن الدم. على سبيل المثال، سيحدد الاِختصاصيون ما إذا كان الشخص مصابًا بالسرطان في مرحلة مبكرة للغاية من خلال التحليل المستهدف الكشف عن الحمض النووي للأنواع الأكثر شيوعًا من السرطان. ومن شأن تحديد الأهداف الجزيئية الجديدة والطرائق الجينية أن تجعل من الممكن إجراء العلاج تحديدًا حسب الخصائص الوراثية للأورام دون الحاجة إلى العلاج الكيميائي. وتُجرى حاليًا بحوث أيضًا حول تعريف الحالة الوراثية المُشار إليها باسم “الطفرة المحركة” التي تتسبب في نمو الورم الرئيسي، واستخدام العلاجات الموجهة للتعامل مع ذلك الأمر. وفي غضون عشر سنوات، لن يشبه تشخيص السرطان والعلاج منه حال التشخيص والعلاج في الوقت الراهن. ففي ظل التطورات المشهودة في كل من المعلوماتية الحيوية وبدء استخدام تقنيات النانو في العلاج، يبدو المستقبل واعدًا للغاية بالنسبة لنا”. |
ملف
طب الأورام
متى يتم استخدام الأشعة التدخلية؟ |
الأشعة التدخلية هي الطريقة التي تجعل تشخيص جميع الأعضاء والأجهزة وعلاجها أسهل من خلال استخدام تقنيات التصوير مثل التصوير الشعاعي والتصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي. ويذكر الأستاذ المشارك كوراي جوفين، طبيب أشعة في مستشفى أتشيبادم مسلك، أن الإجراءات تتم باستخدام أجهزة تصوير عصرية مزودة بأحدث التقنيات، ويقول: “إن إجراءات الأشعة التدخلية التي يتم تطبيقها تجعل من الممكن علاج المريض بطريقة أكثر فعالية وأقل خطورة مع أدنى حد من الضرر والألم والشقوق الجراحية بالمقارنة مع الإجراءات الطبية الأخرى. وعلاوة على ذلك، فإن المريض يكون قادرًا على العودة إلى الحياة الطبيعية في وقت أقصر بكثير. ويتم تنفيذ هذه الإجراءات بصفة عامة عن طريق الدخول من خلال شقوق جراحية صغيرة على الجلد، واستخدام إبر أو أنابيب صغيرة، والتي يُشار إليها بالقسطرة، من مختلف الأحجام والأقطار. فالعديد من الأمراض التي لم يكن من الممكن علاجها إلا من خلال عملية جراحية وشقوق جراحية كبيرة، يمكن الآن، في أغلب الأحيان، التعامل معها بأدنى حد من الشقوق الجراحية والتخدير الموضعي. وهذا يحد أيضًا من شدة الإصابة التي تلحق بالمريض، وكذلك العدوى. على سبيل المثال، لم يكن باستطاعة الاِختصاصيين محاولة القضاء على الانسداد الشرياني والذي يمكن أن يحدث في أي مكان في الجسم، سوى من خلال الإجراء المُشار إليه باسم جراحة فتح مجرى جانبي؛ أما الآن، من ناحية أخرى، فما يقرب من 80% من المرضى الذين يعانون من هذا الانسداد يمكن علاجهم من خلال قسطرة، أو وضع دعامة أو إجراءات مماثلة تنطوي على شقوق جراحية صغيرة. يتسم نطاق الإجراءات التي يتولاها أطباء الأشعة التدخلية بأنه واسع للغاية حتى إنه يمكن تقسيم هذا المجال ذاته إلى مجالات فرعية. وفي كثير من الأحيان، تُستخدم تلك الإجراءات مع الأورام، وأمراض الأوعية الدموية، واضطرابات الأجهزة غير الوعائية”.
الطب الإشعاعي التدخلي هو طريقة علاج حديثة والتي تكون فعّالة بشكل خاص مع أورام الكبد. في حين أن طريقة العلاج الأكثر فعالية في أورام الكبد الأولية هي الجراحة، فمن الممكن تطبيق الأشعة التدخلية على ثلاثة من كل أربعة مرضى لأسباب مثل التشخيص المتأخر للمرض، وتعدد الأورام، وقرب الأورام من الأوعية الدموية الحرجة أو القنوات الصفراوية. وعلاوة على ذلك، تزيد إجراءات الأشعة التدخلية من معدل نجاح العلاج عند استخدامها لتكملة الطرق الجراحية التقليدية والعلاج الكيميائي في حالة الأورام التي انتشرت في الكبد. ويوضح الأستاذ الدكتور يورتكوران صادق أوغلو إجراءات الأشعة التدخلية المستخدمة في طب الأورام على النحو التالي: “إجراءات الأشعة التدخلية غير الوعائية التي يتم إجراؤها لأغراض التشخيص هي عبارة عن تطبيقات للخزعة الموجهة بالتصوير. والخزعات هي الإجراءات التي تؤخذ فيها عينة من أعضاء، مثل البروستاتا والكبد والبنكرياس والرئتين والكلى أو تشكيلات الورم التي تكون خارج هذه الأعضاء، بمساعدة إحدى طرق التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية. ويتم الحصول على العينات عن طريق الوصول إلى الأنسجة باستخدام إبرة طويلة؛ سواء كان يمكن رؤية المنطقة المطلوبة الموجهة إليها الإبرة بدقة قبل جمع العينة. وهذا يؤكد التشخيص النهائي. وتشمل إجراءات العلاج في هذا المجال استخدام مناهج مثل تدمير الأورام، وإحصار الأوعية الدموية التي تغذي الأورام، وفتح القنوات الصفراوية التي تسدها الأورام. وهناك إجراء آخر يعد إجراءً خاصًا في هذا المجال، وهو الإنصمام بالعلاج الكيميائي (chemoembolization) والذي يتمثل في تقديم عقاقير علاج السرطان مباشرة على العضو المصاب بالسرطان أو الوعاء الدموي الذي يغذي المنطقة السرطانية من خلال الوصول عن طريق تصوير الأوعية. وهذا يضمن احتواء العقار في تلك المنطقة، والتأثير على الورم بشكل أكثر كفاءة. وبما أنه يتعذر إمداد الأنسجة السرطانية بالدم، يعجل ذلك من تدميرها. ويُستخدم هذا الإجراء بصفة عامة على أورام الكبد”.
جدير بالذكر أن معدل النجاح في علاج مرضى السرطان الذين يخضعون لإجراءات الأشعة التدخلية، مرتفع للغاية. ويشير الأستاذ الدكتور صادق أوغلو إلى أن العلاجات المرافقة مع إجراءات الأشعة التدخلية يكون لها معدلات نجاح أعلى بالمقارنة مع البدائل، ويقول: “إن النجاح التقني لهذه الطريقة يقترب من 100%”. على سبيل المثال، لا يمكن فتح القنوات الصفراوية المسدودة في الكبد عن طريق أي أسلوب آخر غير إجراءات الأشعة التدخلية”.
بما أن هذه الطريقة لا تنطوي على شقوق جراحية كبيرة، فإن لديها مزايا مثل التقليل من الآثار الجانبية (الألم، والالتهابات، على سبيل المثال). وعلاوة على ذلك، يستطيع المرضى الخروج على الفور بعد فترة استشفاء تصل إلى يوم أو يومين، ويكونون قادرين على العودة إلى حياتهم الطبيعية بشكل أسرع بكثير. ويمكن تطبيق علاجات الأورام التدخلية قبل أو أثناء أو بعد العلاجات الأخرى؛ فهي لا تعوق تطبيق أيًا منها. وعلاوة على ذلك، تعطي هذه العلاجات نتائج إيجابية لدى بعض المرضى. وهي تجعل من الممكن للمرضى الذين يكونون غير مؤهلين لإجراء عملية جراحية في الحالات الطبيعية، أن يكونوا مرشحين لإجراء هذه الجراحة عن طريق تقليص الأورام، وخفض مرحلة المرض. ويمكن للمرضى تحملها بسهولة. وترتبط هذه الطريقة بعدد قليل من الآثار الجانبية، وتتيح المجال لتطبيقات موجهة حديثة. وتشمل العوامل التي تؤثر على معدل نجاح العلاجات نوع الورم وحجمه، فضلاً عن مدى انتشاره، وخبرة الاِختصاصي، وما إذا كان العلاج المتاح يمكن استخدامه بشكل فعّال أو بالترتيب الصحيح. فعندما يتم استيفاء جميع هذه المتطلبات، يصبح العلاج فعّالاً للغاية مع الأمراض التي يكون العلاج فيها مستحيلاً عادةً، ويزداد العمر المتوقع، وتتحسن جودة الحياة لدى المرضى بشكل ملحوظ. وتزداد خيارات العلاج يومًا بعد يوم مع تحسن التكنولوجيا. والأمراض التي كانت تُعرف بأنها ميؤوس منها يمكن الآن التعامل معها وتحقيق نتائج مُرضية.
للأشعة التدخلية دور رئيسي في العلاجلإجراءات الأشعة التدخلية التي أصبحت لا غنى عنها للأطباء في علاج أمراض الأورام، دور رئيسي في تشخيص السرطان، والحالات ذات الصلة وعلاجها. ويشير الطبيب محمد إردم يلدز، طبيب أشعة تدخلية في مستشفى أتشيبادم كوزياتاجي، إلى أن الأشعة التدخلية هي خيار موثوق به في حالات مثل التحديد الدقيق لأنواع الورم، والأنواع الفرعية في الحالات التي تم تشخيصها، واختيار طريقة العلاج. ويقول الطبيب يلدز: “تُجرى إجراءات مثل إحصار الأوعية الدموية المغذية للورم، والعلاج المباشر للورم باستخدام الموجات الدقيقة وموجات الراديو والعمليات المماثلة، في حالات الأورام التي تصيب الأعضاء مثل الكبد والكلى والرئتين والعظام بعد التوصل إلى توافق في الآراء من قبل الفريق الطبي بأكمله. وتُستخدم هذه التقنيات، بصفة عامة، في الحالات التي يكون الورم فيها غير قابل للإزالة جراحيًا أو يثبث فيها أن العلاج الكيميائي غير فعال بشكل تام. ويمكن أيضًا تطبيق تلك التقنيات بالجمع مع غيرها. وعلاوة على ذلك، هناك العديد من إجراءات الأشعة التدخلية التكميلية التي يتم تطبيقها من أجل القضاء على أو التخفيف من المشكلات الناشئة عن المرض أو العلاج”. |
إن إجراءات الأشعة التدخلية تجعل من الممكن علاج المرضى بأجهزة مزودة بأحدث التقنيات. وينطوي العلاج على استخدام الأجهزة المزودة بتقنيات التصوير عالية الجودة، مثل الأشعة المقطعية ذات الـ 64 شريحة مع التصوير ثلاثي الأبعاد، والموجات فوق الصوتية، والتنظير، والطرح الرقمي في تصوير الأوعية. واعتمادًا على نوع الإجراء، يتم استخدام المعدات الحديثة والمواد المعتمدة دوليًا، مثل القسطرة، والدعامات، وإبر الخزعة الخاصة، وأدوات الاستئصال، ومواد الإنصمام، أثناء العلاج. ويذكر الأستاذ المشارك كان شاليشكان، وهو طبيب أشعة تدخلية بمستشفى أتاكانت بجامعة أتشيبادم، أن هذه التقنيات توفر العديد من المزايا، ويتم إجراء جميع إجراءات الخزعة بمساعدة بصرية عن طريق استخدام الموجات فوق الصوتية، والتصوير الشعاعي للثدي، والأشعة المقطعية، وأحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي. ويقول الأستاذ المشارك شاليشكان، “يعمل ذلك على تعزيز سلامة الإجراءات والحد من معدلات المضاعفات بشكل كبير. وهناك ميزة أخرى، وهي الفرصة لإجراء العمليات الموجهة بالرنين المغناطيسي على الآفات التي لا يمكن الكشف عنها باستخدام طرق أخرى بخلاف التصوير بالرنين المغناطيسي. وتتم الاستفادة من هذه الفرصة عندما يتطلب الأمر إجراء خزعات على البروستاتا وغيرها من الأعضاء”.