نشهدُ في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً بعدد جراحات زراعة الكلية في بلدنا. هل تعلم – على سبيل المثال – أنّه من الممكن أن يتم استئصال الكلية عبر المهبل من خلال شقّ في البطن حجمه فقط 2سم؟ إضافةً إلى ذلك، سوف يتم انغلاق ذلك الشقّ بشكل كامل بعد 6 أشهر ولن يترز أثراً. ومن الممكن تنفيذ هذا الأسلوب في مركز زراعة الأعضاء في مستشفى أجيبادم الدولي.
من الممكن أن يكون متبرّع الكلية جدّاً أو جدّةً، أو في بعض الأحيان زوجاً أو شقيق، أو حتّى صديقاً أو غريباً من الدرجة السابعة. عندما يكون الأمر متعلّقاً بوهب الحياة للأحباب، سوف تجد تركيا في طليعة الدول الأوروبّية بعدد المتبرّعين، فقد وصل بلدنا إلى رقم مرتفع في عمليّات زراعة الأعضاء ولا سيما زراعة الكلية. حيث يتم تخديم بعض التطبيقات الطبّيّة التي كانت تعتبر خياليّة لإعادة الشباب إلى افرادٍ كانوا يروا أنفسهم في المحطّة الأخيرة من العمر. مرض الكلى المزمن هو مرضٌ يشكّل خطورةً جدّيّةً على حياة الفرد، كما أنّه يزداد الظهور بشكل مستمر. يعاني واحداً من كلّ سبع أشخاص من مرض الكلى المزمن. وبسبب طبيعته الغادرة تصعب عمليّة الكشف عنه إلّا عندما يصل إلى مراحل متقدّمة إذ أنّ 9 من أصل كل 10 مرضى مصابين ليسوا على علم بإصابتهم. يوجد 70 ألف شخص يعيشون فقط بمساعدة عمليّات غسيل الكلى. ومع ذلك، يفشل بعض المرضى الذين يصدمون بالعلم بإصابتهم في الخضوع إلى غسيل الكلى لإنقاذ حياتهم، فيصلون إلى حتميّة الحاجة إلى زراعة الكلية في نهاية المطاف.
بينما تكون عمليّات الزراعة من متبرّع ميت قليلة في بلدنا هذا، تنتشر عمليّات الزراعة من متبرّع حي أكثر ممّا هو الوضع في أوروبا. حيث تجتمع خبرة الأطبّاء مع التقنيّات المتقدّمة المذهلة، ويتم إحراز عدد كبير من الإنجازات في مجال زراعة الأعضاء.
أخصّائي الجراحة العامّة في مستشفى أجيبادم الدولي ورئيس مركز زراعة الأعضاء البروفيسور الدكتور إبراهيم بربر يقول: “لقد واظبنا على القيام بعمليّات زراعة الكلية في مركز زراعة الأعضاء في مستشفى أجيبادم لخمسة سنوات متواصلة، كما أنّنا نحاول إنقاذ المرضى من حاجتهم إلى غسيل الكلى بهدف منحهم حياةً أكثر جودةً وصحيّةً من خلال عمليّات زراعة الأعضاء، إضافةً إلى ذلك، نحاول أن نجعل من العمليّة الجراحية أمراً أسهل للمتبرّعين، والذين يتبرّعون بأعضائهم ليمنحوا الحياة إلى الأشخاص الذين يحبّونهم. إنّنا نهدف إلى تحسين حياة هؤلاء الذين يقومون بهذه التضحيات أيضاً.” وفي هذا السياق، وبينمنا تتم كافّة هذه العمليّات بأسلوب “العمليّة المغلقة” يتم إجراء بعضها من خلال “منفذ واحد” كما يتم بعضها الآخر عن طريق استخراج الكلية من المهبل.
قام البروفيسور الدكتور بربر بشرح الإجراء الذي يتم من خلاله استخراج الكلية عن طريق المهبل، إذ يتم الوصول إلى بطن المريضة من خلال شقّ صغير قياسه 2 سم باستخدام أداة المنظار ويتم استخراج الكلية من المهبل، وأضاف قائلاً: “من الممكن أن يتم تطبيق هذا الأسلوب فقط للنساء اللاتي قد ولدن سابقاً. ويتم تطبيقه في مراكز قليلة فقط في العالم، إذ أنّه من الممكن العثور على حالة واحدة أو حالتين فقط من هذه في المقالات.” إن هذا الأسلوب في لاستخراج الكلية عن طريق المهبل والذي يتطلّب الخبرة الكبيرة، يتطلّب أيضاً مستوى عالياً في الدراية بالجراحة التنظيريّة والقدرة على استخدامها بأكثر الطرق حداثة. كما أنّ هذه التقنيّة تستغرق وقتاً أكثر بما يقارب 30 إلى 45 دقيقة من الجراحة العاديّة وتتمتّع بالكثير من الفوائد. بينما تحتاج العمليّة التقليديّة المغلقة إلى شقّ يبلغ طوله 5-6 سم لاستخراج الكلية، تحتاج هذه العمليّة إلى شقّ غاية في الصغر في منطقة البطن، وذلك بفضل استخراج الكلية من المهبل، ويختفي ذلك الشق دون أن يترك أيّة أثراً بعد الجراحة. ولا يبق أيّة أثر للجراحة بعد 6 أشهر من العمليّة. كما تعود المتبرّعة إلى حياة الطبيعيّة بعد يومين أو يومين فقط من إجراء العمليّة.