خزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية
خزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية التي تساعد الأطباء في تشخيص سرطان البروستاتا لدى المرضى الذين يشتبه إصابتهم بالمرض، يضمن تحديد موقع الورم بدقة وأن تؤخذ العينات من المنطقة الصحيحة.
إن عدد الأبحاث المتعلقة بتشخيص سرطان البروستاتا وعلاحه، آخذة في الزيادة يومًا بعد يوم نظرًا لأن هذا المرض من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعًا التي تصيب الرجال. ويعتمد تشخيص المرض بشكل أساسي على فحص المستقيم باستخدام الإصبع وقياس الانزيم المُشار إليه باسم مستضد البروستاتا النوعي (PSA). ورغم أنه صحيح أن معدل الإصابة بسرطان البروستاتا أعلى عندما تكون كمية PSA مرتفعة، فيمكن كذلك أن يكون مستوى PSA طبيعيًا أو حتى أقل من الطبيعي في بعض حالات سرطان البروستاتا. وفي مثل هذه الحالات، يمكن تحديد المرضى المعرضين للخطر من خلال تقييم أجزاء أخرى لـ PSA، مثل نسبة PSA الحر، وسلائف PSA، وكثافة PSA بالإضافة إلى قياس مستوى PSA. ومع ذلك، حتى هذا النوع من التقييم قد لا يكون كافيًا لتحديد ما إذا كان المرضى الذين يعانون من ارتفاع في مستوى PSA، مصابين بسرطان البروستاتا أم لا. ويشير الأستاذ الدكتور، علي ريزا كورال، رئيس قسم الجراحة الروبوتية والمسالك البولية في مستشفى أتشيبادم مسلك، إلى أن طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية، والتي تعد من بين أحدث التقنيات، تُستخدم كثيرًا للغاية، ويقول: “ينتج التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية صورًا أفضل بكثير عند استخدامه جنبًا مع جنب مع تقنية “تسلا 3″، وهي تعني دقة أعلى. وبالإضافة إلى تسلسلات T2، تنطوي هذه الطريقة على تقييم يُجرى من خلال تقنية أخرى، والتي يُشار إليها بـ “تقييد الانتشار”. وتتمثل الخطوة الأخيرة في الحصول على صور جديدة من خلال التطبيق الوريدي لعامل تباين، وبعد ذلك يتم جمع النتائج التي تم الحصول عليها بواسطة الطرق الثلاث وتحليلها. وفي التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية، يحدد أطباء الأشعة المناطق المشتبه في إصابتها بالسرطان، ويحصلون على معلومات مفصلة عن التركيب الداخلي للبروستاتا”. وفي هذا المقال، يشارك الأستاذ الدكتور، كورال، معنا معلومات عن “خزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية”، وهي الطريقة الذكية التي تبرز من بين طرق أخرى في تشخيص سرطان البروستاتا.
في حين أن هذه الطريقة تنطوي أيضًا على الخزعة الموجهة بالموجات فوق الصوتية، فإنها تختلف عن الطرق التقليدية في أنه يتم أخذ العينات من المناطق المشتبه فيها المكتشفة بدقة عالية عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية. ويتطلب هذا الإجراء فحصًا سليمًا للتصوير بالرنين المغناطيسي، وتقييمًا من قبل طبيب أشعة متمرس. وأثناء الإجراء، يتم الجمع بين صور البروستاتا ثلاثية الأبعاد المستمدة من فحص المستقيم بالموجات فوق الصوتية مع تلك المستمدة من التصوير بالرنين المغناطيسي. وبينما يغفل فحص الموجات فوق الصوتية عن الورم الموجود في البروستاتا، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية يوسم المناطق المشتبه فيها، ويضمن وصول إبرة الخزعة إلى هذه المناطق بواسطة ذراع روبوتية.
يعود تاريخ هذه الطريقة إلى ست أو سبع سنوات على مستوى العالم، وبدأنا في استخدامها في المركز لدينا منذ أبريل 2015. ولا توجد تقنية تكون مثالية عند تقديمها في البداية، فهي تتطور بمرور الوقت، وتؤدي إلى ظهور أجهزة جديدة. على سبيل المثال، يُشاع في أوساط العلوم أن التصوير بالرنين المغناطيسي بتقنية “تسلا 3″، الذي يُستخدم حاليًا، على وشك أن يحل محله التصوير بالرنين المغناطيسي بتقنية “تسلا 7″، وهو طريقة أفضل للتصوير، في المستقبل القريب. ويوجد إجمالاً، في الوقت الحالي، نظامان لخزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية في العالم بأكمله. وفي واقع الأمر، قطعا هذان النظامان شوطًا طويلاً مقارنة بحالتهما الأولية.
في الواقع، تقوم هذه الطريقة على برنامج حاسوبي. وأثناء استخدام ذلك البرنامج، نقوم بإدخال الأمر “وجّهنا إلى الهدف المختار” للذراع الروبوتية، ويتم توجيه إبرة الخزعة إلى المنطقة المشتبه بها التي اكتشفها التصوير بالرنين المغناطيسي. والفرق بين هذا الإجراء الجديد والإجراء التقليدي يتمثل فيما يلي: في الماضي، كان يتعذر تشخيص بعض المرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا بسبب إخفاق وصول إبرة الخزعة إلى المنطقة الدقيقة، مما يعني هذا فشل الكشف عن المرض على الرغم من وجوده. وقد لا يشكل ذلك أهمية كبيرة بالنسبة لحالات السرطان غير الغازي نظرًا لاحتمال استمرار وجود هذه الأورام في مثل هذه الحالات لسنوات دون إلحاق الضرر بالشخص على الإطلاق. ولكن الكشف عن الأورام الضارة أمر بالغ الأهمية! وتضمن تلك الطريقة الجديدة إجراء الخزعات في المنطقة المشتبه بها مع انحرافات ملليمترية فحسب. وهذا أيضًا يحول دون إجراء عدة خزعات لا ضرورة لها على المرضى في حين أن الطريقة القديمة تتطلب في بعض الأحيان محاولة إجراء خزعة للمرة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة بغرض التشخيص. وقد استخدمنا هذه الطريقة الجديدة على 120 حالة خلال الفترة القصيرة التي تلت ظهورها. وأجرينا 12 خزعة عميقة على المرضى من خلال كل من طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد البارامترية، والطرق التقليدية القديمة. وأظهرت نتائج التحليل لدينا أن الورم الرئيسي لم يتم الكشف عنه لدى 30% من المرضى الذين خضعوا لإجراء الخزعة التقليدية. وتؤكد النسب المحتواة في المؤلفات العلمية على هذا المؤشر أيضًا.
“تعد اختبارات مستوى PSA والفحوص الدورية ضرورية بعد سن 40 عامًا لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض سرطان البروستاتا، وسن 45 عامًا لأولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا. وهذا يضمن رصد المعلمات سنوياً، وتحديد أي مخاطر محتمل وجودها”.
هل ستصبح هذه الطريقة المعيار الذهبي في المستقبل؟
لخزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية أهمية حاسمة في تشخيص سرطان البروستاتا. وقد جعلت هذه التقنية من الممكن أخذ العينات من منطقة الورم مباشرة مع أدنى حد من هامش الخطأ وفي محاولة واحدة. وعندما سُئل الأستاذ الدكتور، علي ريزا كورال، عن رأيه حول ما إذا كانت خزعة دمج التصوير بالرنين المغناطيسي/الموجات فوق الصوتية ستصبح المعيار الذهبي لتشخيص سرطان البروستاتا في المستقبل، ذكر أن هذه الطريقة ستصبح أكثر شيوعًا، وسيتعين على أطباء الأشعة وأطباء المسالك البولية المتخصصين في سرطان البروستاتا العمل بواسطتها، ويضيف: “بطبيعة الحال، سينطوي على هذه الطريقة تكلفة إضافية. فهي تكلفتها أكبر من طرق إجراء الخزعة الأخرى. ومع ذلك، فمن المنطقي افتراض لجوء المرضى لهذه الطريقة إن كان باستطاعتهم تحمل التكلفة. وعلاوة على ذلك، فإن مقارنة التكاليف بين طرق التشخيص يجب أن تأخذ في الاعتبار التكاليف التي قد تنشأ من إجراء خزعة |