أصبحت تركيا وجهة مفضلة في مجال السياحة العلاجية نظرا لمواكبتها للتطورات العلمية والتكنولوجية وحرصها على تكوين وتدريب الأطر الطبية اللازمة. ومن بين الأطباء البارزين في مجال جراحة القلب والأوعية الدموية عند الأطفال في تركيا البروفيسور الدكتور طيّار ساري أوغلو الذي تتعدّى خبرته 25 سنة والذي تمّ تكريمه مؤخرا في مصر بمناسبة إجرائه للعملية الثلاثمائة لصالح أطفال مصر كانوا يعانون من عيوب خلقية في القلب، أغلبهم خضعوا سابقا لعدة عمليات جراحية في أوروبا دون أن تتحسن حالاتهم.
يقول البروفيسور طيّار ساري أوغلو، رئيس قسم جراحة القلب والأوعية الدموية للأطفال في جامعة أجيبادم أن: “عدد الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب يصل إلى مليون طفل في العالم كل سنة، والحقيقة المؤسفة أن 90٪ منهم يموتون قبل أن يحصلوا على التشخيص أو العلاج المناسب. كما تجب الإشارة إلى أن هناك أكثر من 200 نوع من عيوب القلب الخلقية لذلك يظل التشخيص المبكر والصحيح بالغ الأهمية”. ويضيف البروفيسور: “على الرغم أن بعض عيوب القلب الخلقية معقدة جدا وخطرة للغاية، إلا أننا حققنا نسبة نجاح تعدّت 90٪ في علاج هذه العيوب، معظم مرضانا يواصلون حياتهم اليومية بشكل طبيعي بعد الجراحة. الوسائل التكنولوجية التي تتوفر لدينا في أجيبادم، فضلا عن خبرة فرقنا الطبية سهلّت علاج الحالات الصعبة جدا التي زعم أحيانا أن علاجها مستحيل، مثل حالة الطفلة المصرية لوجين”.
البروفيسور طيّار ساري أوغلو يؤكد أن: “تركيا تحقق حاليا إنجازا كبيرا بالمقارنة مع أوروبا في مجال جراحة القلب لدى الأطفال”، ويقوم البروفيسور بإبداء الملاحظات التالية حول هذا الموضوع، حيث يقول: “نحصل على نتائج أفضل بكثير مقارنة بمعدلات النجاح المحققة في أوروبا، لأنّ نسبة الوفاة بعد إجراء العمليات الجراحية لعلاج هذه المجموعة من العيوب الخلقية في القلب تعادل 15٪ في المراكز الأوروبية، بينما لا تتعدّى نسبة الوفاة في مراكز أجيبادم 5٪”.
ويقول البروفيسور طيّار ساري أوغلو: “أصبح أطباء القلب من الجامعات المصرية وخاصة من جامعة القاهرة يرسلون الأطفال ذوي تشوّهات خلقية معقدة في القلب إلى تركيا للعلاج آخذين بعين الاعتبار هذه المعدلات المشرفة.” مشيرا إلى أن: ” في الماضي كانوا ينصحون مرضاهم بالعلاج في بلدان مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا. إن ثقة الأطباء المصريين فينا والسعادة التي تضيء عيون الأطفال وأسرهم مصادر فخر لنا ومحرّك يدفعنا لمواصلة جهودنا في المستقبل”.