في بلدنا، حيث لا يتم إجراء زراعة الأعضاء بشكلٍ معتاد بالضرورة، يُعد الأشخاص المتبرعون الأحياء الذين يمنحون أعضاءهم مصدرًا للأمل بالنسبة إلى المرضى المصابين بالفشل الكلوي. ويهتم المتخصصون بإجراءات العمليات الجراحية لهؤلاء الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية ببساطة من أجل الأشخاص المحبوبين، على الرغم من أن ليس لديهم أي اضطرابات بأنفسهم ليتم تنفيذها من خلال أساليب عدوانية كحد أدنى. ويعتبر استئصال الكلية مع استخراج الكلية المهبلية من الشخص المتبرع، الحدث الذي تم تسليط الأضواء عليه مؤخرًا، والذي يمكن تطبيقه على السيدات اللاتي أنجبن أطفالاً، أسلوبًا مهمًا بين الأساليب المذكورة.
يُعد أكبر عدد من المرضى الذين تلقوا غسيل الكلى بسبب الفشل الكلوي هو حوالي 60000. وبين هؤلاء المرضى، يُعد 22000 منهم في قائمة الانتظار لزراعة الكلى من المتبرعين المتوفيين. ومع ذلك، في عام 2014، كان عدد الأعضاء التي تم التبرع بها 407. ولذلك، تتم حاليًا معظم عمليات زراعة الكلى من خلال الأعضاء التي يتم منحها من المتبرعين الأحياء. على الرغم من أن 80% من عمليات زراعة الأعضاء تتم من المتبرعين الأحياء، إلا أن 20% المتبقية تتم من المتبرعين المتوفيين، وتعتبر النسبة المئوية في البلدان الأوروبية متناقضة تمامًا مع نظيرها في تركيا. ويبذل المتخصصون في الرعاية الصحية الذين هم على دراية بالحالة في بلدنا قصارى جهدهم لتطوير أساليب جديدة لغرض تقديم الإجراءات الجراحية لتكون مريحة للمتبرعين الأحياء بقدر الأمكان. ويُعد استئصال الكلية مع استحراج الكلية المهبلية – الذي تم إجراؤه بواسطة البروفيسور إبراهيم بربر رئيس قسم زراعة الأعضاء بمستشفى أسيبادم الدولي وفريقه – إحدى هذه الطرق. ويمكن تطبيق هذه الطريقة التي لا يتم استخدامها إلا في المراكز المتقدمة بشكلٍ كبير في العالم من خلال منافذ متعددة أو منفذ واحد الذي يتضمن إدخالاً من خلال السُرّة.
الاستئصال من الفوهات الطبيعية
تتضمن هذه الطريقة – التي يمكن تطبيقها في المتبرعين من النساء اللاتي أنجبن أطفالاً – استئصال الأعضاء من خلال الفوهات الطبيعية في الجسم. ويصرح البروفيسور إبراهيم البربري بأنه بخلاف التطبيقات السابقة، لا تتطلب الأساليب الجديدة شقوقًا كبيرةً في المتبرع بالكلى، وقال “نحن نجري معظم العمليات الجراحية من خلال الأعضاء المستمدة من المتبرعين الأحياء. ويمثل هؤلاء المتبرعون الأشخاص الذين يجرون عملية جراحية فقط من أجل إنقاذ حياة آبائهم أو أقاربهم الآخرين مع الحفاظ على صحتهم بشكلٍ كامل والتحرر من الاضطرابات بأنفسهم. ولذلك ينبغي لنا توفير الراحة القصوى لهؤلاء الأشخاص. ومن الممكن تقديم هذه الراحة من خلال الطرق المنظارية التي نشير إليها كأساليب جراحية عدائية كحد أدنى على الرغم من أن الجراحة المفتوحة والشقوق التي تتضمن أطولاً تتراوح بين 20 و25 سم كانت الخيارات الوحيدة في الماضي.وبالإضافة إلى الصعوبة في تمكين المريض للوقوف على قدمه، قد يكون هناك نزيف، أو عدوى، أو انفتاق في منطقة الجرح الجراحي. ومع ذلك، حاليًا أساليب الجراحة المغلقة تجعل من الممكن إزالة الكلى من البطن من خلال شقوق تصل بين 5 أو 6 سم، بدون أي احتياج لإجراء شقوق كبيرة. ويتنوع الحجم الدقيق للشق وفقًا لحجم الكلية المطلوب إزالتها، نظرًا لأنه من الضروري استخراج العضو بالكامل وبدون إلحاق أي ضرر. وبصفتنا الفريق لمركز زراعة الأعضاء في مستشفى أسيبادم الدولي، نستمر في البحث عن إجابة عن السؤال “كيف يمكننا جعل إجراء استخراج الكلية أكثر راحةً من خلال الحد من الشق الذي يصل إلى 5 أو 6 سم المطلوب عادةً؟. ونتيجةً لذلك، تبين لنا أن إزالة الكلى من قناة الولادة للسيدات اللاتي أنجبن أطفالاً يعتبر أمرًا سهلاً ويحد من الحاجة إلى إجراء شقوق تصل إلى 5 أو 6 سم، ولقد أجرينا عمليتنا الجراحية الأولى باستخدام هذه الطريقة بشكلٍ مختصر بعد ذلك”.
عدم تأثير طريقة الاستئصال في وظائف الكلى
في عملية استئصال الكلية مع استخراج الكلية من المهبل، يتم تحرير الكلية من خلال الجراحة بالمناظير، ويتم تجهيز المستلم للزراعة، ويتبع ذلك وضع الكلية في كيس يُشار إليه باسم “كيس الكلية”، وتتم إزالته من خلال قناة الولادة بعد قطع الأوعية الدموية ومجرى البول. والقول أن المتبرعين الذين يميلون إلى التفكير في الألم الذي يعانون منه أثناء الولادة بعد إخبارهم بأنه يمكن إزالة الكلية من قناة الولادة على الرغم من هذا الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق، يوضح البروفيسور البربري هذا الإجراء كما يلي: “لا تتطلب هذه العمليات إجراء أي شقوق لاستئصال الأعضاء. ويتم الدخول إلى الجوف عبر المهبل وتتم إزالة الكلية. وبعد إجراء العملية، يمكن للمرضى الوقوف على أقدامهم، وأن يصبحوا نشطين بشكلٍ عاجل، وبالإضافة إلى الحاجة إلى كمية أقل من مسكنات الألم. ويُعد استخراج الكلى من قناة الولادة أمرًا أكثر راحةً بالمقارنة بالجراحة بالمناظير القياسية على الرغم من أن المناظير القياسية في حد ذاتها مريحة بشكلٍ أكبر مقارنة بالجراحة المفتوحة”.
يُعد أحد الأسئلة الأكثر أهمية التي يتم طرحها فيما يتعلق بهذا الإجراء هو ما إذا كان هناك أي تأثير في وظيفة الكلية أم لا. ويؤكد البروفيسور بربر على أن البحث والتجربة تشير إلى أن هذه الطريقة لا تؤثر في أداء الكلية أو وظائفها تأثيرًا سلبيًا، ويقول البروفيسور “تقدم هذه الطريقة راحة رائعة للمتبرع. ويُعد مركزنا هو المنشأة الوحيدة التي تحسن استغلال هذه الطريقة في تركيا. وقد تم تطبيقها لحوالي 80 مريضًا تقريبًا حتى الآن، وكانت النتائج جيدة جدًا. والطريقة التي تزيد خطوة واحدة عن هذه الطريقة هي الجراحة بالمناظير لمنفذ واحد عبر السُرّة. وتتم إزالة الكلية من المهبل بهذه الطريقة أيضًا. وقد أجرينا عمليات باستخدام هذه الطريقة على 7 حالات حتى الآن”.
لا تمنع هذه الطريقة من حدوث الحمل
بعد عملية استئصال الكلية من المتبرع بالمناظير، يمكث المتبرعون في المستشفى لمدة تتراوح بين يوم واحد إلى ثلاثة أيام. وإذا لم يعاني المتبرع من أي شكاوى أثناء زيارة المتابعة بعد إسبوع واحد، يصبح مكتفيًا بالنسبة له بإجراء الفحوصات الدوريات كل ستة أشهر، مثل أي فرد آخر سليم. ويقول البروفيسور إبراهيم بربر “كما هو معروف، يمكن لشخص سليم أن يواصل حياته بكلية واحدة”، ويؤكد أن إجراء استئصال الكلية من قناة الولادة لا يؤثر في الحياة الجنسية، أو في الحَبَل، أو عمليات الحمل في فترات لاحقة: “أثناء الجراحة، يتم إجراء الإدخال إلى المهبل عبر جدار المهبل الداخلي. ولذلك، ليس هناك أي اداخل مع الرحم أو المبايض. ولا يسبب مكان الشق في المهبل أي مشكلات للشخص المتبرع أيضًا”.
الطريقة الحائزة على الجوائز حدث هذا التطبيق لمركز زراعة الأعضاء مستشفى أسيبادم الدولي لأول مرة أثناء المؤتمر “الآفاق الجديدة في الجراحة” الذي عقد في مارس 2014. ويقول البروفيسور إبراهيم بربر – الذي يصرح بأن هذه الطريقة حازت على الجوائز بسبب العرض التقديمي الجراحي حول الاستئصال المهبلي للكلى في طريقة استئصال الكلى من منفذ واحد – “في العام نفسه، حصلنا أيضًا على المكان الثاني أثناء مؤتمر الجمعية التركية لجراحة مناظير البطن للعرض التقديمي بالفيديو على المنظار القياسي من خلال الاستئصال المهبلي. وتعتبر حقيقة أن بلدنا يمنح الجوائز للأساليب والتعديلات العدائية بالحد الأدنى التي تكون من أجل المرضى تجعلنا نشعر بالفخر. وإن هدفنا تقديم الراحة أثناء العمليات للمتبرعين. ألا ترغب في إجراء عملية جراحية على شخص ما كريم بشكلٍ كافٍ للتبرع بمنح كلية عبر الطرق المنظارية بخلاف الطرق القديمة؟ تزيد الجراحة بالمناظير نسبة الأشخاص الذين ينوون التبرع بالأعضاء. ويشير البحث إلى أن عدد المتبرعين الأحياء قد ارتفع في كلٍ من بلدنا وباقي دول العالم بعد حدوث التطورات في الجراحة”. |
“لا تتطلب هذه العمليات إجراء أي شقوق لاستئصال الأعضاء. ويتم الدخول إلى الجوف عبر المهبل وتتم إزالة الكلية. وبعد إجراء العملية، يمكن للمرضى الوقوف على أقدامهم، وأن يصبحوا نشطين بشكلٍ عاجل، وبالإضافة إلى الحاجة إلى كمية أقل من مسكنات الألم”