بالتأكيد تبدون اهتمامًا بطفلكم في فترة الحمل، وكذلك في فترة ما بعد الولادة؛ ولكن في بعض الأحيان قد تظهر نتائج عى يمكن الحيلولة دونها، خارجة عن سيطرة الأم التي تستعد للحمل. وقد يكون أحد الأسباب هو الشلل المخي أو الشلل الدماغي. يتسبب الشلل الدماغي في شلل تشنجي يعيق الحركة في عدد كبير من عضلات الجسم. ويظهر الشلل الدماغي (الشلل المخي) لدى لالأطفال الذي يولدون مبكرًا، ويتطور سواء أثناء الحمل أو الولادة أوالولادة المبكرة. يوضح البروفيسور دكتور محمد أوزاك أخصائي جراحة مخ وأعصاب الأطفال بمستشفى آجي بادام كوز ياتاغي ضرورة معرفة أن الشلل المخي يتسبب في ترك آثار وتلف مستديم في أنسجة المخ، وهذا يؤدي إلى الشلل التشنجي.
يعتبر وصول بعض الالتهابات لدى إلى أنسجة مخ الطفل، واسنداد الأوعية الدموية أثناء وجود الطفل في رحم الأمر و انسداد المخ من أسباب ظهور الشلل الدماغي أثناء الحمل. أمَّا السبب الرئيسي لانتشاره في تركيا، هو عدم قدرة الطفل على الحصول على القدر الكافي من الأكسجين أثناء الولادة. يتعرض المخ للضرر نتيجة عدم كفاية كمية الأكسجين التي تحصل عليها أنسجة المخ، أثناء عملية الولادة، لدى الأطفال الذين يولدون بلون أزرق أو يلتف الحبل السري على رقبتهم ويسبب نقص في الاكسجين. أما المشكلات التي تحدث في مرحلة حديثي الولادة، فتتمثل في الالتعابات التي تصيب الطفل على رأسها التهاب الحمى الشوكية (التهاب لسحايا).
يتم ملاحظة الشلل المخي في مرحلة مبكرة (0-9 أشهر) عن طريق الأب والأم، ويظهر ذلك من خلال الاختلافات الظاهرة في حركة الطفل. ظهر لدى الطفل محدودية في حركة الذراعين والساقين والتي يقال عنها “نقص التوتر”، وفي بعض الأحيان يطلق عليه “شلل تشنجي” حيث يتسبب في صلابة العضلات. تعجز أنسجة المخ عن إحداث الليونة المطلوبة في حركة الأعضاء. ولكن التأخر في تطوير وتحسن حالة الطفل، يعطي إشارة حول وجود مرض. على سبيل المثال: إذا كان الطفل لا يمكنه التحكم في رأسه بنهاية الشهر الثالث من الولادة، ولا يمكنه الجلوس في أشهره 5-6 بدعم من الآخرين، ولا يمكنه الجلوس منفردًا بدون دعم في شهريه 7-8، فإن هذا يدعو للشك.
مرض الشلل المخي كغيره من الأمراض، من المهم فيه التشخيص والعلاج المبكر. إذا كان هناك وفاة في بعد خلايا المخ نتيجة الشلل الدماغي لدى الطفل الذي لا يزال في طور النمو ، من الممكن أن يتم تعليم وظائف الخلايا الميتة للخلايا الأخرى المحيطة بها، وهذا الأسلوب يطلق عليه “المرونة العصبية”. ولكن، هذا الأسلوب لا يمكن تنفيذه إلا إذا تمت عملية التأهيل مبكرًا. في حالات الأطفال الذين ترتفع عندهم معدلات الخطر بنسبة كبيرة من الممكن بدء مراحل العلاج والتأهيل أثناء تواجده في الحاضنة. إذا كان الطفل قد ولد مبكرًا عن 30 شهرًا، وعرض لنزيف في المخ أثناء الولادة، فإن هذا يرفع من احتمالات ظهور “الشلل الدماغي”. لذلك يجب التعامل مع هؤلاء الأطفال وكأنهم مرضى حقيقيين. للحصول على تشخيص قطعي، يجب عمل مسح بالرنين المغناطيسي للمخ.
تبدأ مراحل العلاج باستخدام العلاج الطبيعي لدى الأطفال الذين تظهر لديهم أعراض الشلل التشنجي المصاحب للشلل الدماغي. أما إذا كان الشلل التشنجي خفيف، عندها يمكن تجاوز الأمر من خلال العلاج البدني (العلاج الطبيعي). الأمر الأهم هنا، هو الاهتمام بعمل العلاج الطبيعي يوميًا بشكل منتظم. وهنا من الممكن حل المشكلة دون الحاجة للجوء إلى أساليب علاجية جديدة. أمَّا إذا كان هناك قناعة أن عملية إعادة التأهيل وحدها غير كافية لحل المشكلات التي يواجهها الطفل الذي يعاني من الشلل التشنجي نتيجة الشلل الدماغي. لحل مشكلة الشلل لتشنجي، يجب تطبيق الأسلوب الجراحي اللازم على الفور دون التأخر. جراحات الشلل التشنجي لا يجب أن تترك لما بعد شن 3-6 سنوات. يجب تجنب التدخلات العظمية المبكرة للغاية في الفترة العمرية ما قبل 7-8 سنوات. أو بمعنى آخر: إذا لم يتم تطبيق العلاج المناسب في الوقت المناسب، فإن الشلل التشنجي سيزيد مع نمو الطفل، ويتحول إلى أزمة كبيرة. تنمو العظام بشكلٍ طبيعي، بينما لا تتمدد العضلات المتشنجة التي تثني نفسها دائًما. لذلك، فإنه مع الأسف الإعاقة في حركة الطفل المصاب بالشلل التشنجي تزداد مع زيادة طوله.