التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد المنخفض جدًا في علاج تحدب العمود الفقري

التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد المنخفض جدًا في علاج تحدب العمود الفقري

يمكن الآن تشخيص العديد من الاضطرابات المتعلقة بتقويم العظام التي يتم فيها إجراء التصوير المقطعي من خلال الطرق التقليدية للتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة، وخصوصًا تحدب العمود الفقري من خلال جهاز EOS، وهو جهاز يدير جرعة منخفضة جدًا من الإشعاع.

يتم تقييم العديد من الأمراض في مجال تقويم العظام وطب الرضوخ من خلال طرق التصوير ثنائية الأبعاد. ويُعد تحدب العمود الفقري الذي يعتبر تشوه ثلاثي الأبعاد معقد جدًا أحد هذه الأمراض. ويتضمن تقييم تحدب العمود الفقري – الذي تم إجراؤه دائمًا من خلال صور ثنائية الأبعاد – تصوير الجهة الأمامية والجهة الخلفية للمريض أولاً، ويتبع ذلك تصوير الجوانب بعد تغيير المريض موضعه. ويمكن للصور التي تم الحصول عليها عبر هذه الطريقة توفير الوسيلة للتحليل ثنائي الأبعاد. وصرح البروفيسور أحميت ألاني – أخصائي تقويم العظام وجراح الرضوخ بمستشفى أسيبادام ماسلاك – بأن التصوير المقطعي المحسوب (CT) – الذي قد  يمثل الطريقة الوحيدة للحصول على صور ثلاثية الأبعاد حتى الآن، لا يمكن استخدامه في تحليل تحدب العمود الفقري، وذلك بسبب كلاً من جرعة الإشعاع التي تعتبر عالية جدًا والطريقة التي لا تسمح للمريض أن يكون في وضع الوقوف. ويقول البروفيسور “أن التصوير المقطعي المحسوب (CT) غير منطبق، نظرًا لأنه قد يكون هناك اختلاف من 10 إلى 20 درجة في في انحناء العمود الفقري عندما يرقد المريض بدلاً من الوقوف. ويعمل جهاز EOS – الذي تم تصميمه من خلال اختراع الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، جورج شارباك – على الحد من هذه المشكلة”.

يعمل جهاز EOS مع أنبوبتين مسددتين، وينتج صورًا للجهة الأمامية والخلفية والجوانب للمريض بدون ضرورة تغيير المريض موضعه. ولذلك لا يتأثر الجهاز بتغيير الوضع أيضًا. وإضافةً إلى ذلك، على الرغم من أن جودة صور تحدب العمود الفقري التي تم إنتاجها من خلال جهاز التصوير بالأشعة الأكثر تقدمًا تكنولوجيًا غير جيد بشكلٍ كافٍ، إلا أن الصور التي يتم إنتاجها بواسطة هذا الجهاز عالية الجودة في جميع الأجزاء، وذلك لأن الجهاز يفحص الجسم بأكملة. ويعتبر ذلك توافقًا رائعًا للأطباء. ويعبر البروفيسور ألاني عن أهمية هذه الميزة كما يلي: “تعتبر جودة الصور مهمة جدًا بالنسبة إلينا كجراحين. وهذا بسبب أنه يتم تقرير ما إذا كان يتم إجراء جراحة أو تطبيق تقويم من خلال رباط المشد أو إجراء أي شيء وفقًا لمقاييس الدرجات التي تم تصميمها عبر الصور التي تم إنتاجها. وعندما تكون الصور ذات جودة منخفضة، يصبح تحديد نقاط المقياس أمرًا صعبًا. ولذلك، تحصل الصور الإشعاعية على هامش الخطأ لدرجة +/- 5-“.

الصور عالية الجودة مع قدر ضئيل من الإشعاع

يجري جهاز EOS إعادة إنشاء ثلاثي الأبعاد من خلال برامج خاصة. وينتج الجهاز صورتين مختلفتين في الوقت نفسه عند نفس وضع المريض، ويوفر للجراح الفرصة لإجراء التحليل على صورة ثلاثية الأبعاد. وهذا يجعل من الممكن استيعاب التشوهات بشكلٍ أفضل. ويصف البروفيسور ألاني مبدأ جراحة تحدب العمود الفقري كإدماج لقسم العمود الفقري الذي يعد صغيرًا بقدر الإمكان، وتمكين التقويم الأفضل المحتمل لتقديم للمريض إمكانية الحركة بأقصى حد ممكن. ويقول ألاني “حتى التغيير الأصغر حجمًا في عدد الفقرات التي يتم دمجها قد يكون مهمًا بشكلٍ بارز فيما يتعلق بجودة حياة المريض”.

تعتبر الميزة الأكثر أهميةً لجهاز EOS الذي يتم استخدامه في العديد من المراكز الرائدة عبر جميع أنحاء العالم حقيقة أنه ينتج الصور التي تتضمن جرعة منخفضة جدًا من الإشعاع. ومن المعروف أن جهاز EOS للجيل الأول قد قلل من جرعة الإشعاع بنسبة تصل إلى 5 أو 10 مرات. ويضمن بروتوكول الجرعة المصغرة لجهاز EOS للجيل الجديد الذي بدأ استخدامه في النصف الثاني من عام 2015 في مركز صحة العمود الفقري بمستشفى أسيبادام ماسلاك للصور بأن يتم إنتاجها من خلال جرعات تكون أقل بنسبة 10 مرات.

ارتياد آفاق جديدة في علاج تحدب العمود الفقري ومتابعته

يصرح البروفيسور ألاني أن الدراسات العلمية التي تتضمن جهاز EOS قد تؤدي إلى حدوث تغييرات مهمة: “نحن نعتقد أننا سنتمكن من تكوين أنماط معينة بشأن سلوك تحدب العمود الفقري من خلال تحليل الصور ثلاثية الأبعاد للأطفال الذين نراقبهم ابتداءً من العمر الصغير جدًا. وستسمح لنا هذه الأنماط بتحديد ما إذا كانت حالة إنحناء معينة متقدمة أم لا. وتعتبر إمكانية تقدير الدورة المستقبلية للمرض مسبقًا أمرًا مهمًا. وتتطلب منا الحالة الحالية للأمور تنفيذ إجراءات التصوير على الأطفال المرضى كل ستة أشهر من أجل تحديد مدى تقدم المرض. وفي بعض الأحيان، يتم وصف رباط المشد للمريض ليتم استخدامه 20 ساعة يوميًا لحالة تحدب العمود الفقري التي قد لا تتقدم مطلقًا. وإذا تمكنّا من تحديد الحالات التي ستتقدم عبر التصوير ثلاثي الأبعاد، فسنتمكن من إيقاف التصوير غير الضروري والإجراءات العلاجية”.

“نظرًا لأن فحص جهاز EOS يمكّن أيضًا الأطباء من قياس طول الساق، يمكن أيضًا تشخيص حالات تحدب العمود الفقري التي يتطور فيها المرض بسبب قصر الساق، ويمكن تمييزها عن الأنواع الأخرى من تحدب العمود الفقري”.

العلاجات

التقنيات التكنولوجية

ACIBADEM

×
ابحث عن أي شيء تريده ...